نام کتاب : تسهيل الوصول إلى معرفة أسباب النزول نویسنده : خالد عبدالرحمن العكّ جلد : 1 صفحه : 386
٩٢ ـ سورة الليل
الآيتان : ٥ ـ ٦ ـ قوله تعالى :(فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) (٦).
أخرج الحاكم [١] عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : قال أبو قحافة لأبي بكر : أراك تعتق رقابا ضعافا؟ فلو أنك أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك يا بني؟ فقال : يا أبت إنما أريد ما عند الله ، فنزلت هذه الآيات.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة : أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذّب في الله ، وفيه نزلت : (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) (١٧) [سورة الليل ، الآية : ١٧] إلى آخر الآيات [٢].
قال ابن كثير : هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ولفظها لفظ العموم ، وهو أولى الأمة بعمومها ، وهو سابقها في جميع هذه الأوصاف وسائر الأوصاف الحميدة ، فإنه كان صدّيقا تقيا كريما جوادا بذّالا لأمواله في طاعة الله ونصرة رسوله 6[٣].
وقال عطاء عن ابن عباس : أن بلالا لما أسلم ذهب إلى الأصنام فسلح عليها ، وكان عبدا لعبد الله بن جدعان ، فشكى إليه المشركون ما فعل ، فوهبه لهم ومائة من الإبل ينحرونها لآلهتهم ، فأخذوه يعذبونه في الرمضاء ، وهو يقول : أحد أحد ، فمر به رسول الله 6 فقال : «ينجيك أحد أحد». ثم أخبر رسول الله 6 أبا بكر أن بلالا يعذّب في الله ، فحمل أبو بكر رطلا من ذهب فابتاعه به ، فقال المشركون : ما فعل أبو بكر ذلك إلا ليد كانت لبلال عنده ، فأنزل الله تعالى : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩) إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى) (٢٠) [سورة الليل ، الآيتان : ١٩ ـ ٢٠] [٤].
[١] السيوطي ، ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ، وصححه الحاكم في المستدرك ، ج ٢ / ٥٢٥.
[٢] السيوطي ، ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ، وتفسير الطبري ، ج ٣٠ / ١٤٢ ، وزاد المسير ، ج ٩ / ١٤٨ ، وتفسير القرطبي ، ج ٢٠ / ٨٢ ـ ٨٣.