]كيفيّة العمرة و شرائطها[

عمرة التمتّع

وأمّا العمرة المفردة([1]) فكيفيّتها: النيّة، والإحرام من الميقات الذي

[1] ينبغي هنا بذكر عدد حجّ رسول اللّه وعمرته على ماورد في الروايات: عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبداللّه7: أحجّ رسول اللّه6 غير حجّة الوداع؟ قال: نعم عشرين حجّة. وعن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه7 قال: حجّ رسول اللّه6 عشرين حجّة مستسَّرة كلّها يمرّ بالمأزمين فينزل فيبول. (الكافي 4:251، الحديث 11 و12) وفي روايات أهل السنة وردّ أنّ رسول اللّه6 حجّ قبل الهجرة مرّتين (تاريخ الطبري 4:1765) فأمّا بعد الهجرة فإضافة إلى حجّة الوداع اعتمر رسول اللّه أربع مرّات.

1ـ عمرة الحديبيّة: وهي في السنة السادسة للهجرة وفيها حال مشركوا مكّة دون إتمام العمرة والرسول الأعظم أحلّ من احرامه في محلّ الحديبية ومسجد الرضوان، وفرض على المسلمين أن يحلّوا أيضاً وهم كارهون، ثم أعقب ذلك «صلح الحديبيّة مع المشركين» ومن هناك عاد إلى المدينة.

2ـ عمرة القضاء بعد عام من العمرة الأولى، أي في السنة السابعة للهجرة، وفيها اعتمر الرسول استناداً إلى اتّفاقيّة صلح الحديبيّة لقضاء العمرة التي لم تتمّ ولذلك سمّيت بعمرة القضاء.

3ـ عمرة الفتح في سنة فتح مكّة أي السنة الثامنة للهجرة وفيها أحرم الرسول من «الجعرانة» (منطقة خارج مكّة) واعتمر، ولذلك سمّي أحياناً بعمرة الجعرانة.

4ـ عمرة حجّة الوداع، أدّاها الرسول مع الحجّ وجاء شرحها في الحديث حجّة الوداع.

والروايات التي ورد فى عمرات النبي6 نذكر نموذج منها:

1ـ عن الصادق7: اعتمر رسول اللّه6 ثلاث عمر مفترقات: عمرة في ذي القعدة أهلّ من عُسفان وهي عمرة الحديبيّة، وعمرة أهلّ من الجحفة وهي عمرة القضاء، و عمرة أهلّ من الجعرانة بعد ما رجع من الطائف من غزوة حنين. («أهل» أي رفع صوته بالتلبية: وعسفان بالمهملتين موضع على مرحلتين من مكة لقاصد المدينة. والجحفة ـ بالجيم ثم الحاء المهملة ـ ميقات أهل الشام وكانت قرية جامعة على اثنين وثمانين ميلاً من مكة. والجعرانه ـ لاخلاف في كسر اوله وأصحاب الحديث يكسرون عينه منزل بين الطائف ومكه وهي إلى مكة اقرب نزله النبي6 وقسم بها غنائم حنين واحرم منه بالعمرة و له فيه مسجد). (الكافي 4: 251)

2ـ ابن عباس: إنّ النبي اعتمر أربع عُمَر: عمرة الحديبيّة، وعمرة القضاء من قابل، والثالثة من جعرانه، والرابعة مع حجّته. (المناقب لابن شهر آشوب 1: 176، صحيح البخاري 2: 631، 1688)

وأمّا بشأن زمن العمرات فأكثر المحدّثين يعتقدون أنّها في ذي القعدة، وبعضهم يزيدون عليها شوّال ورجب. عن أبي عبداللّه7 قال: ذكر أنّ رسول اللّه6 اعتمر في ذي القعده ثلاث عمر كلّ ذلك يوافق عمرته ذي القعده. عن أبي عبد اللّه7 قال: اعتمر رسول اللّه6 عمرة الحديبية وقضى الحديبية من قابل ومن الجعرانة حين أقبل من الطائف ثلاث عمر كلهنّ في ذي العقدة (الكافي 4:252).