و الإنابة و الاستغفار، و أن يقوم بين يدي
ربه قيام العبد الذليل بين يدي مولاه، و ان يكون صادقا في مقالته «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ»، لا
يقول هذا القول و هو عابد لهواه و مستعين بغير مولاه. و ينبغي له أيضا ان يبذل
جهده في التحذر عن موانع القبول من العجب و الحسد و الكبر و الغيبة و حبس الزكاة و
سائر الحقوق الواجبة، فإن ذلك كله من موانع قبول الصلاة.
[فصل: في أفعال الصلاة]
(فصل: في أفعال الصلاة) و هي: واجبة، و مسنونة.
[و الواجب أحد عشر]
و الواجب أحد عشر: النية، و تكبيرة الإحرام، و القيام، و الركوع، و
السجود، و القراءة، و الذكر، و التشهد، و التسليم، و الترتيب، و الموالاة.
و الخمسة الأولى أركان، بمعنى أنه تبطل الصلاة بزيادتها أو نقصانها
عمدا و سهوا، لكن لا يتصور الزيادة في النية بناء على الداعي و بناء على الاخطار
غير قادحة، و باقي الواجبات لا تبطل الصلاة بزيادتها أو نقصانها الا مع العمد دون
السهو (1).
[القول في النية]
القول في النية:
[مسألة: 1 النية عبارة عن قصد الفعل قربة الى اللَّه تعالى و
امتثالا لأمره]
مسألة: 1 النية عبارة عن قصد الفعل قربة الى اللَّه تعالى و
امتثالا لأمره، و ذلك اما لانه أهل للعبادة و هو أعلاها، أو جزاء لشكر نعمته، أو
طلبا لرضاه، أو خوفا من سخطه، أو رجاء لثوابه و هذا أدناها. و لا يجب في النية
اللفظ لأنها أمر قلبي، كما لا يجب فيها الاخطار و هو الحديث الفكري و التصور
القلبي، بأن يرتب في فكره و خزانة خياله مثلا آتي بالصلاة الفلانية التي هي ذات
أفعال و أقوال لغرض الامتثال شكرا للَّه، بل يكفي الداعي، و هو الإرادة الإجمالية
المؤثرة في صدور الفعل المنبعثة عما في نفسه من الغايات على وجه يخرج به عن الساهي
و الغافل، و يدخل (1) نقصان الترتيب و الموالاة سهوا قد يورث البطلان، و يأتي في محله
أيضا إن شاء اللَّه تعالى.