responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نساءٌ حول أهل البيت نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 209

إلى كربلاء:

لا نجد حدثا غير عادي في حياة الرباب منذ اقترانها بالسبط الثاني 7 ، سواء في فترة بقائها في المدينة أو عند انتقالها معه إلى الكوفة أيام أمير المؤمنين 7 . وهكذا في عهد الحسن المجتبى 7 ، لكن عندما اضطرب الوضع العام الإسلامي، وقام أبو عبد الله الحسين 7 ، ناهضا لنصر دين الله، وإعزاز كلمته، كان الموعد كربلاء.

عادة الثائرين المقاتلين، أنهم يتحملون مسؤولية موقفهم منفردين، فلا يحملون غيرهم تبعات ذلك الموقف، ولذا يحرصون على الفصل بين موقفهم الذي يعنيهم مباشرة ويتحملون مسؤوليته دون غيرهم، وبين أسرهم وعوائلهم فتجدهم يؤمنون وضع تلك العوائل حتى لا يصيبها خطر أو ضرر على أثر ثورة أوليائهم وذويهم.

غير أن الحسين 7 كان منذ البداية قد صمم على أن تشارك نساؤه في تلك الثورة وأن يكتب لهن شرف تكميل رسالتها. ولذا فقد خرج من المدينة النبوية حاملاً معه نساءه وبناته، وأخواته، وجاء إلى مكة المكرمة في بدايات شهر شعبان سنة 61هـ حتى إذا حضر موسم الحج، وقد أحرم بعمرة التمتع، أحل من إحرامه وعدل بعمرة التمتع إلى عمرة مفردة. وساق ظعينته إلى حيث ينتظره الحج الأكبر الذي سيكون فيه هو الضحية وكبش الفداء العظيم للإسلام.

جاء الحسين إلى كربلاء على قلة العدد وكثرة العدو وخذلان الناصر، وأتم الحجة على قوم {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ}، ولكن كان الدين بحاجة إلى دم يغسل عنه ما تراكم عليه من أوضار شهوات الحاكمين، ووسخ الفقهاء المصلحيين ويوقظ العامة الغافلين.. ومن أصدق من الدم في إعراب المواقف؟

كان الفصل الأول من كتاب عاشوراء، فصل البطولة المدماة، فيها تختلط شهامة الموقف بمواقف الشهامة، وكلمات الشجاعة بشجاعة الكلمة، ويتسابق فيه رجال


نام کتاب : نساءٌ حول أهل البيت نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست