responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إنهما ناصران نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 124

مَالِي كُلَّهُ فِي قَابِلٍ فَأَمْرُ هَذِهِ الْمَكْرُمَةِ مِنَ السِّقَايَةِ وَالرِّفَادَةِ إِليَّ دُونَكَ وَالْمَالُ لَكَ، فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ الْمَوْسِمُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ ازْدَادَ أبو طالب عَجْزًا وَضَعْفًا لِقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ تُمْكِنْهُ النَّفْقَةُ وَلَمْ يَقْضِ الْعَبَّاسُ مَالَهُ، فَصَارَتِ السِّقَايَةُ وَالرِّفَادَةُ إِلَيْهِ. وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ كَرْمٌ (بستان عنب) بِالطَّائِفِ يُؤْتَى بِزَبِيبِهِ فَيُنْبَذُ فِي السِّقَايَةِ».[1]

هذا يبين لنا أن أبا طالب لم يكن صاحب مال ولكنه صاحب شخصية وزعامة في قريش وبهذه الشخصية والحضور الاجتماعي القوي استطاع أن يحمي ابن أخيه رسول الله 6، ومن أجل الاحتفاظ بهذا الحضور القوي، لا بد أن يخفي إيمانه، وإلا فإنه سيكون على خط المواجهة الصريحة معهم، وسيفقد قوة تأثيره فيهم!

إننا نلاحظ أن كفار قريش كانوا يتعاملون معه في بداية الأمر على أساس أنه محل شكواهم، وأنهم ينتظرون منه أن يمنع ابن أخيه من (الاعتداء على آلهتهم ونظامهم الاجتماعي) ويطلبون منه الحل. ولذلك عندما بعث النبي جاؤوا الى أبي طالب وقالوا: إن ابن اخيك سفه أحلامنا وعاب آلهتنا[2] فمُرهُ ليكف عن آلهتنا!



[1]) البلاذري؛ أحمد: أنساب الأشراف 4/15.

[2]) في الكافي 2/649 عن أبي جعفر 7 قال: أقبل أبو جهل بن هشام ومعه قوم من قريش فدخلوا على أبي طالب فقالوا: إنّ ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا فادعه ومره فليكفّ عن آلهتنا ونكفّ عن إلهه، قال: فبعث أبو طالب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فدعاه، فلما دخل النبيّ صلى اللّه عليه وآله لم ير في البيت إلّا مشركا فقال: السَّلٰامُ عَلىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدىٰ ثمّ، جلس فخبّره أبو طالب بما جاءوا له فقال: أوَ هل لهم في كلمة خير لهم من هذا يسودون بها العرب ويطئون أعناقهم؟ فقال أبو جهل: نعم وما هذه الكلمة؟ فقال: تقولون: لا إله إلا اللّه، قال: فوضعوا أصابعهم في آذانهم وخرجوا هرابا وهم يقولون: ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة إن هذا إلّا اختلاق فأنزل اللّه تعالى في قولهم: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ- إلى قوله- إِلَّا اخْتِلٰاقٌ.

نام کتاب : إنهما ناصران نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست