responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 84

ليس هذا فحسب بل (أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ) يعني حين يرى نفسه غنيًا مكتفيًا عن ربه أو غيره.

وهاتان الآيتان المباركتان من سورة العلق وهي من أوائل السور التي نزلت على المصطفى رسول الله 6 في مكة، بالرغم من أن السور المكية ولا سيما تلك التي نزلت أولًا غالبًا ما تتعرض إلى أصول العقائد، كقضية التوحيد والمعاد، ورسالة النبي 6، إلا أننا نجد فيها - كما في هذه السورة المباركة، وفي هاتين الآيتين - إشارة إلى قضايا أخلاقية، ومع أنه فسر(الإنسان) هنا بأبي جهل بن هشام، إلا أن اللفظ عام ولا يكشف عن قضية شخصية بل إلى أصل أخلاقي، وتعريف بالنفس البشرية.

ويلاحظ أن الآيتين المباركتين لا تربط الطغيان بالغنى، فكم يوجد بين الأغنياء مخبتون مؤمنون بالله تعالى، بل من أوائل المناصرين للنبي في رسالته ودعوته، وإنما تقول الآية: (أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) يعني حين يرى الإنسان نفسه ويتصورها غنية ومستغنية.

ولذلك لو كان في الواقع غنيًا مليئًا بالمال، ولكنه يستشعر فقره لله تعالى، وأنه (لا حول له ولا قوة إلا بالله) فإن هذا لن يكون طاغيًا بلا ريب. وبالعكس فإن بعض من لا يملك دينارًا في جيبه لكنه يتصور نفسه قادرًا وقويًا فإنه يطغى!

إن سليمان النبي آتاه الله ملكاً لم يكن لأحد من قبله ولم يحصل لأحد من بعده، (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (*) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ)[1]، ولكن هذا الملك العظيم لم يجعله يرى نفسه مالكا لشيء وإنما قال: (هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ)[2].



[1] [76] ص: 36 ـ 37

[2]) النمل: 40

نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست