responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 262

القضايا الدنيوية .ويكون حالها حال أكثر القضايا الغيبية كالملائكة وغيرها مما هي موجودة الآن تتنزل وتعرج وتحفظ وتتوفى وغير ذلك، ولكن لا نراها لأننا أجهزتنا ليست معدة لهذا.

والغيب بالمعنى الأعم كثير جدا وإنما نتعرف عليه من خلال آثاره أو نستكشفه من خلال الأجهزة المساعدة.

وهذه الجنة المعدة والحاضرة الآن ليست لكل الخلائق وإنما جهزت وأعدت للمتقين الذين وصفهم القرآن بأنهم ينفقون في السراء والضراء، ونعتهم بالكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.

والكاظم هو الذي يكظم الشيءَ، بمعنى أنه يُحكم عليه ويمسكه، قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة.(كَظَمَ) الْكَافُ وَالظَّاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ الْإِمْسَاكُ وَالْجمعُ لِلشَّيْءِ. مِنْ ذَلِكَ الْكَظْمُ: اجْتِرَاعُ الْغَيْظِ وَالْإِمْسَاكُ عَنْ إِبْدَائِهِ، وَكَأَنَّهُ يَجْمَعُهُ الْكَاظِمُ فِي جَوْفِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134] وَالْكُظُومُ: السُّكُوتُ.

ونلاحظ في الآية المباركة لا يقول في وصفهم أنهم لا يغضبون وإنما يقول يكظمون الغيظ، فهم يغضبون بمقتضى الطبيعة البشرية، لكنهم يسيطرون على ذلك الغضب، ويمسكونه ويحبسونه. ونجد شرحها في آية أخرى (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)[1]ذلك أن الإنسان الطبيعي يمتلك غريزة الغضب، بل هي من ضروريات حياته.

إلا أن هذه الصفة التي قد تكون في أصلها من ضروريات الحياة الإنسانية، ربما



[1] الشورى: 37

نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست