responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 224

سيما إذا استندوا على فكرة شائعة منسوبة للنبي 6 وفهموها بطريقة خاطئة، فإن قسما من الناس يقولون (استفت قلبك، وإن أفتاك الناس وأفتوك) يعني خذ بما تراه مناسبًا!

ونتوقف قليلا عند هذه الفكرة، والنص، فنقول إن مثل هذا النص لم ينقل في مصادر الامامية، ومن ذكره من الامامية كصاحب الميزان فإنما هو ناقل عن مدرسة الخلفاء، وهو منقول عند الناس مجتزأ ومفهوم بخلاف المراد منه. أما نص الحديث كما ورد في مصادر مدرسة الخلفاء[1] عن وابصة قال: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ 6 وَأَنَا لَا أُرِيدُ أَنْ أَدَعَ شَيئًا مِنَ الِبِّر وَالِإثْمِ إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ فقال يَا وَابِصَة، أُخْبِرُكَ عَمَّا جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْهُ، أَمْ تَسْأَلُ؟"، "قَالَ: يَا رَسُولُ اللهِ أَخْبِرْنِي. فَقَالَ: جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الِبِّر وَالإِثْمِ، ثُمَّ جَمَعَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاث، وَأَخَذَ يَنْكُتُ بِهَا فِي صَدْرِي. وَيَقُول: يَا وَاِبصَة، اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، اسْتَفْتِ نَفْسَكَ، الِبُّر مَا اطْمَأَنَّ إِلَيهِ القَلْبُ وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيهِ النَّفْسُ، وَالِإثْمُ مَا حَاكَ فِي القَلْبِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ".

وهنا ينبغي أن نشير إلى أن ما استفاده بعضهم من أنه لا داعي إلى التقليد والمرجعية والرجوع إلى العلماء، والحال أن النبي بنفسه قال: "اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَإِنْ اسْتَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ"؟! فإذن، استفت قلبك، لا أن تستفتي الناس والعلماء.

هذا المعنى لا ريب أنه غير صحيح، فإنه يتعارض مع (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[2]، ويتعارض مع أن الإنسان يُسأل في يوم القيامة: لمَ لمْ تعمل، فيقال لم أكن أعلم، فيقال له: هلا تعلمت، فيخصمه، وهذا من مصاديق (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ) ويتعارض مع حكم العقل برجوع غير العالم إلى العالم..



[1] كما في سنن الدارمي ومسند أحمد ([230]

[2] النحل: 43

نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست