قد صنفنا الخيانة إلى
أصناف، منها: الخيانة في الولايات: بمعنى أن يتولى الإنسان ولاية صغيرة أو كبيرة،
ثم لا يقوم بشأنها ولا يؤدي ما وجب عليه فيها متعمدًا، هذا يعد خائنًا لمقتضى
ولايته تلك.
وأبرز الخيانات وأخطرها
في الولايات، تلك التي تصدرعن بعض السلاطين الحاكمين في حق الأمة. ولذا ورد عن
أمير المؤمنين علي 7: "أَعْظَمُ الخِيَانَةِ: خِيَانَةُ
الأُمَّةِ"[1].
ومن يستطيع خيانة الأمة بهذا العنوان العريض، ليس ذلك الرجل العادي المغمور فإن
مستواه ودائرة تأثيره لا تكون كبيرة، وإنما هم السلاطين والحكام الفاسدون الذين
يستطيعون أن يهدموا مجد الأمة! ويفسدوا شعبها بالكامل!
إن القاعدة أن الخليفة
أو الحاكم أو السلطان ورئيس البلاد قد أخذ عليه ـ ضمنًا ـ أن يكون حاميًا للبلاد
وحافظًا لثرواتها، وسواء كان تعيين هذا الحاكم بتنصيب إلهي أو