responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصحاب محمد الذين أحسنوا الصحبة نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 71

بدر ومقولة تشترى بحمر النعم:

لم يكن من السهل على قريش وهي التي تحكمت في العرب، بأكذوبة الأصنام وبما زعمته من كونها مسؤولة عن المسجد الحرام، وبما فرضته على مخالفيها من عقوبات اقتصادية واجتماعية، بل وتعذيب بدني وقتل، لم يكن سهلًا عليها أن يكسر رسول الله 6 أنف كبريائها ويحطم جبين جبروتها، فيعلن دعوته لله تعالى مسفّهًا آراء كبارها ومستقطِبًا عقول شبابها، محميًّا بشخصية عمه مؤمن قريش أبي طالب، ثم يخرج إلى المدينة المنورة موسّعًا آفاق دعوته، ومنشئًا دولة ستكون هي الآمرة الناهية، وأصعب من ذلك خروج باقي المسلمين من تحت قبضتهم بالهجرة السرية تارة، وبالعلنية الصريحة كالتي فعلها علي بن أبي طالب أخرى، لكي يكسر حاجز الرعب القرشي في نفوس الناس، ويبين لهم أنّ بيت قريش لهو أوهن من بيت العنكبوت.

وحصل للقرشيين فرصة الانتقام لنفسها، ومبرر للقتال عندما أرسل أبو سفيان وكان على رأس قافلة تجارية حاول المسلمون اعتراضها، خبر الاعتراض ذاك، ومع أن أبا سفيان غير طريقه واستطاع الوصول إلى مكة بها، إلا أن الاستعدادات للقتال بدأت بما عبر عنه أبو جهل بن هشام بقوله " نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً"، ولما وصلت أخبار استعداداتهم للمدينة جمع النبي 6 المسلمين، ليستشيرهم في الأمر، تعليماً لهم في ذلك وأن لا يستبدوا في آرائهم لا سيما عندما يكون بعضهم رئيساً ويكون القرار الذي يراد اتخاذه متصلاً بالشأن العام. ومن جهة أخرى فإن الجمع الأكثر لما كان من الأنصار وكانت بيعتهم للنبي - عندما بايعوه في العقبة - ظاهره أنهم يحمونه في المدينة مما يحمون منه


نام کتاب : أصحاب محمد الذين أحسنوا الصحبة نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست