نام کتاب : أصحاب محمد الذين أحسنوا الصحبة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 230
هلم
لنرَ الامتحان الثالث:
ها
نحن في معركة الأحزاب والخندق التي وصف أجواءها القرآن الكريم في سورة سميت باسمها
(إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ
تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (*) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ
أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ
الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (*) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ
وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (*) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا).[1]في
هذه المعركة التي طال وقتها ثلاثة أسابيع من الحصار فرضه نحو عشرة آلاف مقاتل من
الأحزاب ومعهم عدو داخلي شرس هو اليهود الذين كان يدلون الكفار على ثغرات المدينة
وعوراتها ويتآمرون من الداخل، ووصل الأمر إلى أن زاغت الأبصار فلا تركيز لها في
النظر وبلغت القلوب الحناجر من الخوف! وتتدخل الإرادة الإلهية بالنصر فتحرك الريح
والجنود الغير المرئيين، ولكن النبي 6 يحتاج إلى من يقتحم خطوط
العدو حتى يتعرف إلى خططهم وما يريدون فعله، فمن يقوم بذلك؟ من هو الذي يدخل في فم
السبع فلا يخاف ويكون ذكياً فلا يقنص؟ إذ لا مجال لتوجيهه خطوة بخطوة؟