responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصحاب محمد الذين أحسنوا الصحبة نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 107

السليم في المستقبل. فمع كثرة أصحاب النبي 6 وتعدد اتجاهاتهم إلى حد التضاد والتضارب بل التقاتل فيما بعد لا بد أن ينصب النبي 6 علامات ارشادية توضح الطريق لمن يريد معرفة الحق و(لئلا يقول أحد لولا أرسلت إلينا رسولا هاديا فنتبع آياتك من قبل أن نذلَّ ونخزى)[1]فكان أن ترك فيهم من الأحاديث و(الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ)[2] لمن أراد التعدي، والهداية لمن أراد التمسك، وأوضح ذلك حديث الغدير والولاية، وحديث الثقلين[3]العاصم عن الغواية.

فإذا تحدث النبي عن عمار وعن نهاية حياته شهيدًا وقال (آخر شرابك ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية) فلا يراد من ذلك بيان فوائد اللبن أو أنه آخر ما يشربه عمار، وإنما بيان الفئة الباغية التي تقاتل الفئة الهادية، فاعلموا أيها الناس أن من يقاتل علياً هو باغٍ! ومن يكون معه هو مهتدٍ.

فشهادة عمار ستكون فيصلاً بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وهذه الشهادة حاسمة لا مجال فيها للتأويل!

وإذا قال النبي 6 عن أبي ذر أنه: (ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر)[4] فذلك لا يراد منه أحاديثه العادية في البيع والشراء وإنما حين يعرض عليهم كلام الخليفة مقابل كلام أبي ذر، وخط الخلافة في مقابل خط الإمامة، وغير علي 7 في مقابله فيشهد أبو ذر في كل ذلك لصف أمير المؤمنين علي موالياً ومدافعاً وناطقاً!

وهكذا كانت شهادة خزيمة.. لا من أجل فرس ودراهم فقط! ولهذا نقل عن



[1]) الحسني؛ السيد ابن طاووس: إقبال الأعمال١/ ٥٠٥

[2]) سورة القمر ، الآية 4

[3]) كلا الحديثين رواهما ذو الشهادتين وشهد عليهما.

[4]) ابن سعد: الطبقات الكبرى ط العلمية ٤/١٧٢ وأمالي الشيخ الطوسي ص ٨٣

نام کتاب : أصحاب محمد الذين أحسنوا الصحبة نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست