نام کتاب : مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمة نویسنده : مجموعة من العلماء جلد : 1 صفحه : 244
هناك، حضرته طوائف منهم بغير اختيار، و شهدته على الكراهة
منها له و الاضطرار، فتحدّيهم[1] قريش
بالبراز، ودعتهم إلى المصافة و النّزال، و اقترحت في اللّقاء منهم الأكفاء، و
تطاولت الأنصار لمبارزتهم، فمنعهم النّبيّ 6 من ذلك و
قال لهم: «إنّ القوم دعوا الأكفاء منهم» ثم أمر عليّا أمير المؤمنين 7
بالبروز إليهم، و دعا حمزة بن عبد المطلّب و عبيدة بن الحارث (رحمهما اللّه) و
أمرهما أن يبرزا معه، فلمّا اصطفّوا للقوم لم يثبتهم القوم، لأنّهم كانوا قد
تغفّروا، فسألوهم من أنتم؟ فانتسبوا لهم، فقالوا:
أكفاء كرام، و نشبت
الحرب بينهم، و بارز الوليد بن عتبة أمير المؤمنين 7 فلم يلبثه حتّى
قتله، و بارز عتبة حمزة (رضي اللّه عنه) فقتله حمزة، و بارز شيبة عبيدة (رضي اللّه
عنه) فاختلفا بينهما ضربتان، قطعت إحداهما فخذ عبيدة فاستنقذه أمير المؤمنين 7 بضربة بدد بها شيبة فقتله، و شركه في ذلك حمزة رضي اللّه عنه فكان قتل هؤلاء
الثلاثة أوّل وهن لحق المشركين و ذلّ دخل عليهم و رهبة اعتراهم بها الرعب من
المسلمين، و ظهر[2] بذلك
إمارات نصر المؤمنين، ثمّ بارز أمير المؤمنين 7 العاص بن سعيد بن
العاص، بعد أن أحجم عنه من سواه، فلم يلبثه[3]
أن قتله، و برز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله، و برز إليه طعيمة بن عدي فقتله، و
قتل بعده نوفل بن خويلد، و كان من شياطين قريش، و لم يزل يقتل واحدا بعد واحد حتّى
أتى شطر المقتولين منهم، و كانوا سبعين قتيلا، تولّى كافّة من حضر بدرا من
المسلمين مع ثلاثة آلاف من الملائكة المسوّمين قتل الشّطر منهم، و تولّى أمير
المؤمنين 7 قتل الشّطر الآخر وحده لمعونة اللّه و توفيقه و تأييده و
نصره، و كان الفتح له بذلك و على يديه، و ختم الأمر بمناولة النّبيّ 6 كفّا من الحصى، فرمى في وجوههم و قال لهم: «شاهت الوجوه» فلم
يبق أحد منهم إلّا ولى الدّبر لذلك منهزما، وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ
الْقِتالَ بأمير المؤمنين 7 و شركائه في نصرة الدّين من
خاصّة آل الرّسول 6 و من أيّدهم