responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمة نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 241

و في أمير المؤمنين 7 و مبيته على الفراش أنزل اللّه تعالى: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ[1].

و من ذلك‌ أنّ النّبيّ 6 كان أمين قريش على ودائعهم‌[2]، فلمّا فجأه من الكفّار ما أحوجه إلى الهرب من مكّة بغتة، لم يجد في قومه و أهله من يأتمنه على ما كان مؤتمنا عليه سوى أمير المؤمنين 7 فاستخلفه في ردّ الودائع‌[3] إلى أهلها و قضاء ما كان عليه من دين لمستحقّيه، و جمع بناته و نساء أهله و أزواجه و الهجرة بهم إليه، و لم ير أنّ أحدا يقوم مقامه في ذلك من كافّة النّاس، فوثق بأمانته، و عوّل على نجدته و شجاعته، و اعتمد في الدّفاع عن أهله و حامته على بأسه و قدرته، و اطمأنّ إلى ثقته على أهله، و حرمه و عرف من ورعه و عصمته ما تسكن النّفس معه إلى أمانته على ذلك، فقام 7 به أحسن القيام، و ردّ كلّ وديعة إلى أهلها، و أعطى كلّ ذي حقّ حقّه، و حفظ بنات نبيّه 6 و حرمه، و هاجر بهم ماشيا على قدميه يحوطهم من الأعداء، و يكلأهم من الخصماء، و يرفق بهم في المسير، حتى أوردهم عليه المدينة على أتمّ صيانة، و حراسة، و رفق، و رأفة، و حسن تدبير، فأنزله النّبيّ 6 عند وروده المدينة داره، و أحلّه قراره، و خلطه بحرمه و أولاده، و لم يميّزه من خاصّة نفسه، و لا احتشمه في باطن أمره و سرّه.

، و هذه منقبة توحّد بها أمير المؤمنين 7 من كافّة أهل بيته و أصحابه، و لم يشركه فيها أحد من أتباعه و أشياعه، و لم يحصل لغيره من الخلق فضل سواها يعادلها، و لا يقاربها على الامتحان، و هي مضافة إلى ما قدّمناه من مناقبه الباهر فضلها، القاهر شرفها قلوب العقلاء.

الفصل التاسع: في ما جاء في قصة براءة

و من ذلك‌ ما جاء في قصّة براءة و قد دفعها النّبيّ 6 إلى أبي بكر لينبذ بها عهد المشركين إليهم، فلمّا سار غير بعيد نزل جبرائيل 7 على‌


[1] سورة البقرة، الآية: 207.

[2] في نسخة أخرى: ودايعهم.

[3] في الأصل: الودايع.

نام کتاب : مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمة نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست