خلدون أطلق عليه فى مقدمته"
السيمياء" و هو الاسم الذى يطلق عادة على السحر الأبيض. و يقول الشيخ داود
الأنطاكى فى تذكرته إن هذا العلم يبحث عن خواص الحروف إفرادا و تركيبا، و موضوعه
الحروف الهجائية، و مادته الأوفاق و التراكيب، و صورته تقسيمها كما و كيفا.
و علماء الحرف يقسمون هذه الحروف بقسمة الطبائع إلى أربعة أصناف
مطابقة للعناصر الأربعة الأساسية، و يشتمل كل صنف على سبعة أحرف و يقوم هذا العلم
على القول بأن طبائع الحروف و أسرارها سارية فى الأسماء فهى سارية فى الأكوان.
و يتصل هذا العلم اتصالا و ثيقا بالروحانيات و الفلك و التنجيم و قيل
إن إدريس 7 قد مارس هذا العلم، كما مارسه أفلاطون و فيثاغورس و أرشميدس،
و قيل أيضا أن أرسطو ألف فيه عدة مؤلفات. و يستند هذا العلم عند العرب إلى ما لهذه
الحروف من دلالات و ما لأسماء اللّه الحسنى من أسرار و خواص ينال بها كل مطلوب. و
قد صنفت كتب كثيرة فى هذا العلم، أوردها صاحب كشف الظنون و قال إن العمدة فى ذلك
تآليف البونى و ابن عربى و قد عثرت أخيرا على مخطوطة بمكتبة الأمبروزيانا فى
ميلانو بإيطاليا، تنسب إلى الإمام الغزالى، و عنوانها" كتاب فى علم الحروف عن
من هو بالعلم موصوف"، و بالكتاب" فصل فيه سر الحروف" بحث فيه كل
حرف على حدة، و ربما كان هو كتاب" أسرار حروف الكلمات" أو" كتاب
خواص الحروف"