responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 86

و التوفيق. قال اللّه تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‌ [إبراهيم: الآية 7]، و إذا تركت النفس بطلب شهوة من شهواتها و لذة من لذاتها من القلب فأجابها القلب إلى مطلوبها ذلك من غير أمر من اللّه تعالى و إذن منه حصلت بذلك غفلة عن الحق تعالى و شرك و معصية، فعمهما اللّه تعالى بالخذلان و البلايا و تسليط الخلق، و الأوجاع و الأمراض، و الإيذاء و التشويش، فينال كل واحد من القلب و النفس حظ و إن لم يجب القلب و النفس إلى مطلوبها حتى يأتيه الإذن من قبل الحق عزّ و جلّ بإلهام في حق الأولياء، و وحي صريح في حق المرسلين و الأنبياء. عليهم الصلاة و السلام، فعمل ذلك عطاء و منعا، و عمهما اللّه بالرحمة و البركة، و العافية و الرضا، و النور و المعرفة، و القرب و الغنى و السلامة من الآفات، و النصر على الأعداء، فاعلم ذلك و احفظه، و احذر البلاء جدّا في المسارعة إلى إجابة النفس و الهوى، بل توقف و ترقب في ذلك إذن المولى جل جلاله، فتسلم في الدنيا و العقبى إن شاء اللّه تعالى.

المقالة الثالثة و العشرون في الرضاء بما قسم اللّه تعالى‌

قال رضي اللّه عنه و أرضاه: ارض بالدون و الزمه جدّا حتى يبلغ الكتاب أجله فتنقل إلى الأعلى و الأنفس، و به تهنأ و فيه تبقى و تحفظ بلا عناء دنيا و أخرى و لا تبعة و لا عدوى، ثم تترقى من ذلك إلى ما هو أقر عينا منه و أهنأ.

و اعلم أن القسم لا يفوتك بترك الطلب، و ما ليس بقسم لا تناله بحرصك في الطلب و الجد و الاجتهاد، فاصبر و الزم الحال و ارض به، لا تأخذ بك حتى تؤمر، و لا تعط بك حتى تؤمر و لا تتحرك بك و لا تسكن بك، فتبتلي بك و بمن هو شر منك من الخلق، لأنك بذلك تظلم و الظالم لا يغفل عنه. قال اللّه عزّ و جلّ: وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً [الأنعام: الآية 129] لأنك في دار ملك عظيم أمره شديد و شوكته، كثير جنده نافذة مشيئته قاهر حكمه باق ملكه دائم سلطانه دقيق علمه بالغة حكمته عدل قضاؤه. لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ‌ [سبأ: الآية 3] لا يجاوزه ظلم ظالم فأنت أعظمهم ظلما و أكبرهم جريمة، لأنك أشركت بتصرفك فيك و في خلقه عزّ و جلّ بهواك. قال اللّه تعالى: لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ‌ [لقمان: الآية 13]. و قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ [النّساء: الآية 48] اتق الشرك جدّا و لا تقربه، و اجتنبه في حركاتك‌

نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست