responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 66

غرائب علومه اطلع، و على أسرار قدرته أشرف، و منه سمع و وعى، ثم على ذلك حمد و أثنى و شكر و دعا.

المقالة الرابعة في الموت المعنوي‌

قال رضي اللّه تعالى عنه و أرضاه: إذا مت عن الخلق قيل لك رحمك اللّه و أماتك عن الهوى، و إذا مت عن هواك قيل لك رحمك اللّه و أماتك عن إرادتك و مناك، و إذا مت عن الإرادة قيل لك رحمك اللّه و أحياك حياة لا موت بعدها، و تغنى غنى لا فقر بعده، و تعطى عطاء لا منع بعده، و تراح براحة لا شقاء بعدها، و تنعم بنعمة لا بؤس بعدها، و تعلم علما لا جهل بعده، و تؤمن أمنا لا خوف بعده، و تسعد فلا تشقى، و تعز فلا تذل، و تقرب فلا تبعد، و ترفع فلا توضع، و تعظم فلا تحقر، و تطهر فلا تدنس، لتحقق فيك الأماني، و تصدق فيك الأقاويل، فتكون كبريتا أحمر فلا تكاد ترى، و عزيزا فلا تماثل، و فريدا فلا تشارك، وحيدا فلا تجانس، فردا بفرد و وترا بوتر، و غيب الغيب، و سر السر، فحينئذ تكون وارث كل نبي و صديق و رسول بك تختم الولاية. و إليك تصور الأبدال و بك تنكشف الكروب، و بك تسقى الغيوث، و بك تنبت الزروع، و بك يدفع البلاء و المحن عن الخاص و العام و أهل الثغور و الراعي بها و الرعايا، و الأئمة و الأمة و سائر البلايا، فتكون شحنة البلاد و العباد، فتنطلق إليك الرجل بالسعي، و الوجال و الأيدي بالذل و العطاء و الخدمة بإذن خالق الأشياء في سائر الأحوال، و الألسن بالذكر الطيب و الحمد و الثناء و جميع المجال، و لا يختلف فيك اثنان من أهل الإيمان، يا خير من سكن البراري و جال بها ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ‌ (4) [الجمعة: الآية 4].

المقالة الخامسة في بيان حال الدنيا و الحثّ على عدم الالتفات إليها

قال رضي اللّه عنه و أرضاه: إذا رأيت الدنيا في يدي أربابها بزينتها و أباطيلها و خدعها و مصائدها و سمومها القتالة، مع لين مس ظاهرها، و ضراوة باطنها و سرعة إهلاكها، و قتلها لمن مسها و اغتر بها و غفل عن وليها و غيرها بأهلها و نقض عهدها، فكن كمن رأى إنسانا على الغائط بالبراز بادية سوأته و فاتحة رائحته، فإنك تغض بصرك عن سوأته، و تسد أنفك من رائحته و نتنه، فهكذا كن في الدنيا. إذا رأيتها غض‌

نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست