نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 56
و الثّعلب و الفهد و الهرّة و الحيّة و
العقرب و الزّنبور و غير ذلك من المؤذيات، فهذه من صفة الذّميمة الّتي يجب
الاحتراز عنها، و إزالتها عن طريق الرّوح.
و أمّا النّمر: فهو من صفة العجب، و هو الكبر على اللّه تعالى.
و أمّا الأسد: فهو من صفة الكبر و التّعظيم على الخلق.
و أمّا الدّب: فهو من صفة الغضب و الغلبة على من في تحت يده.
أمّا الذّئب: فهو من صفة أكل الحرام و حبّ الدّنيا و القهر و الغضب
لأجلها.
و أمّا الخنزير: فهو من صفة الحقد و الحسد و الحرص على الشّهوات.
و أمّا الأرنب: فهو من صفة الخيانة و المكر بمعاملات الدّنيا
الدّنيّة، و الثّعلب أيضا، و لكن في الأرنب الغفلة غالبة.
و أمّا الفهد: فهو من صفة العزة الجاهلية، و حبّ الرّياسة.
و أمّا الهرّة: فهي من صفة البخل و النّفاق.
و أمّا الحيّة: فهي من صفة الإيذاء باللّسان كالشتم و الغيبة و
الكذب. و يرى في ذلك السّباع في معاني حقيقة يدركها أهلها بالبصيرة.
و أمّا العقرب: فهو من صفة الغمز و الهمز و النّميمة.
و أمّا الزّنبور: فهو من صفة إيذاء الخلق باللّسان خفيّا، و قد تدلّ
الحيّة على العداوة مع النّاس، فإذا رأى السّالك في نفسه أنّه يحارب مع المؤذيات،
و لم يتغلّب عليها بعد الرّؤية فليجتهد بالعبادة و الذّكر حتّى يتغلّب عليها و
يقهرها بقتلها أو يبدّلها إلى الصّورة البشريّة، فإن قهرها و قتلها بالكلّيّة فهو
معنى تكفير السّيئات كما قال اللّه تعالى في حقّ بعض التّائبين: ... كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ [محمّد: الآية 2] و إن رأى أنّها تبدّلت إلى صورة الإنسانيّة، فهو
معنى تبديل السيئات إلى الحسنات كما قال اللّه تعالى في حقّ التّوابين: إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً
فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ ...
[الفرقان:
الآية 70] فقد خلص منها هذه المرّة، فينبغي أن لا يأمن منها بعد ذلك؛
لأنّه إذا وجد النّفس قويّة من خبائث العصيان و النّسيان تقوّت و غلبت على
المطمئنة، و لذلك أمر اللّه تعالى أن يتجنّب العبد من المناهي في جميع الأوقات ما
دام في الدّنيا.
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 56