نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 380
ما شاء اللّه و يخرج منها و ما احترقت ثيابه
و لا ضرت منه شيئا و كذا في الأسد ما يشعر بنفسه إلا و هو راكبه أو قائده من غير
أن يروعه. و قال رضي اللّه عنه مرة أعطاني ربي التصريف في كل من حضرني فقال شخص
حاضر في المجلس: ها أنا أقوم إذا شئت و أقعد إذا شئت فقال له الشيخ رضي اللّه عنه:
إن قدرت على القيام فقم فلم يستطع و قعد شهرا ملقى لا يستطيع الحركة ثم حمل و أتى
الشيخ ثانيا مستغفرا فقام و برئ.
و قال مرة لا يزورنا إلا من أردناه فقال شخص في نفسه: أنا أزوره إن
أراد أو لم يرد فلما أتى باب الرواق رأى أسدا عظيما هاله منظره فزأر عليه فولى
مدبرا و كان معتادا بصيد الأسد و قتلها فلما أبعد وقف و نظر الناس يدخلون و يخرجون
و لا يعترضهم شيء و استمر على ذلك شهرا لا يستطيع الدخول ففكر في نفسه فعرف السبب
و تاب ثم أتى الزاوية فقام الأسد و دخل قدامه و مازح الشيخ و غاب فلما دخل قبل يد
الشيخ قال له:
مرحبا بالتائب، و قال غانم بن مسعود العراقي التاجر عزمت على السفر
إلى بلاد العجم في تجارة فأتيت الشيخ إبراهيم الأعزب مودعا فقال لي: إذا وقعت في
شدة نادني باسمي فلما وصلنا صحراء خراسان خرج علينا خيل و أخذوا أموالنا فخطر اسمه
في قلبي و إذا به على جمل و بيده عصا و هو يرمي بها نحو الخيل فردهم و جاء فجمع
أموالنا فأخذناها. و قال مقدام بن صالح البطائحي زرت مع الشيخ إبراهيم الأعزب قبر
الشيخ أبي محمد الشنبكي بالحدارية فقال الشيخ: سلام عليكم دار قوم مؤمنين فسمعت
الشيخ أبا محمد من قبره يقول: و أنت فعليك السلام يا شيخ إبراهيم هبني مقداما يقيم
عندي فإني أحب تلاوته فقال له: يا سيدي أنا و مقدام بين يديك فقال له:
لا بد من إذنك في ذلك فقال: يا مقدام قد سمعت ما قال الشيخ فقلت:
سمعا و طاعة و ودعت الشيخ و جلست عند قبره أتلو القرآن العظيم قال أبو محمد
الدمياطي قالت مشايخ البطائح: إن الشيخ مقداما تلا عند قبر الشيخ أبي محمد الشنبكي
ثلاثين ألف ختمة رضي اللّه عنهم. و عاد الشيخ رجلا به جرب فشكا حاله للشيخ فأمر
خادمه أن يحمل الجرب عنه فحمله و بقي جسم الرجل كالفضة البيضاء و خرج الشيخ و
الخادم يتألم من الجرب فلما كان في بعض الطريق رأى خنزيرا فقال: حملت عنك الجرب و
حملته لهذا الخنزير فانتقل الجرب لوقته إلى الخنزير و عوفي الخادم ببركة الشيخ رضي
اللّه عنه. و حضر رضي اللّه عنه سماعا فأنشد القوال:
رماني
بالصدود كما تراني
و
ألبسني الغرام فقد يراني
و
وقتي كله حلو لذيذ
إذا
ما كان مولائي يراني
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 380