responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 363

حران و استوطنها و بها مات ليلة الأربعاء ختام جمادى الآخرة سنة إحدى و ثمانين و خمسمائة و دفن بظاهر حران و قبره ظاهر يزار رضي اللّه عنه.

و منهم الشيخ القدوة أبو عمر و عثمان بن مروزة البطائحي رضي اللّه عنه‌[1]

صاحب الكرامات الظاهرة و الأحوال الفاخرة و المقامات العلية و الفتح الموفق و الكشف المشرق له البدايات التي عز مثلها و النهايات التي علا محلها و الباع الرحيب في أسرار المشاهدات و القدم الراسخ في مقامات الوصول و هو أحد من أظهره اللّه تعالى للوجود و أظهر على يديه العجائب و ملأ القلوب من محبته و سارت الركبان بمناقبه و كان المشايخ يعظمونه و يبجلونه و كان متأدبا متواضعا متجنبا على الناس و له بعض كلام في المعارف منه قلوب الأولياء أوعية المعرفة و قلوب العارفين أوعية المحبة و قلوب المحبين أوعية المشاهدة و قلوب المشاهدين أوعية الفوائد و لكل حال من هذه الحالات آداب فمن لم يستعملها في أوقاتها هلك و منه الغافلون يعيشون في حكم اللّه تعالى و الذاكرون يعيشون في روح اللّه تعالى و العارفون يعيشون في لطف اللّه تعالى و الصادقون يعيشون في قرب اللّه تعالى و المحبون يعيشون على بساط اللّه تعالى فيطعمهم و يسقيهم قال الشيخ أبو حفص عمر بن مصدق الربيعي الواسطي مكث للشيخ عثمان بن مروزة البطائحي رضي اللّه عنه في بداية أمره سائحا في البطائح إحدى عشرة سنة لا يرى فيها أحدا و لا يأوي إلى سكن و يأكل من المباحات و كان رجل يأتيه في أول كل سنة بجبة صوف يلبسها فبينما هو ليلة إذ بدت له أنوار و تجلى كمال الجلال فوقف مكانه شاخصا إلى السماء سبع سنين لا يجلس و لا يأكل و لا يشرب ثم رجع إلى أحكام البشرية فقيل له في سره اذهب إلى قريتك و طأ زوجتك فإن في ظهرك ولدا و قد حان وقت خروجه فأتى إلى قريته و طرق داره فكلمته زوجته فأتى إلى عندها و أخبرها بالقضية التي جاء بسببها فقالت له زوجته: لئن فعلت وعدت إلى مكانك و لم يعلم بك أحد. يتحدث الناس في قال فصعد الشيخ إلى سطح داره و نادى بأعلى صوته: يا أهل هذه القرية أنا عثمان بن مروزة اركبوا فإني سأركب قال فبلغ اللّه صوته إلى أهل القرية كلهم و أفهمهم مراده فمن وطى‌ء زوجته و وافق تلك‌


[1] - هو من أكابر المشايخ بالبطائح، و أعيان العارفين، له اليد البيضاء في علوم الأحوال، و الباع الرحيب في أسرار المشاهدات، و القدم الراسخ في مقامات الوصول ... و انظر: بهجة الأسرار( ص 363).

نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست