responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 276

و قال رضي اللّه عنه في الصدق: يا غلام عليك بالصدق و الصفاء فلولاهما لم يتقرب بشر إلى اللّه تعالى يا غلام لو ضرب حجر قلبك بعصا موسى الإخلاص لتفجرت منه ينابيع الحكم و بجناح الإخلاص يطير العارف من ظلمة قفص الكون إلى فسحة نور القدس و ينزل بعد الطيران في ظل روض مقعد صدق يا غلام ما أشرق نور اليقين في قلب عبد إلا ظهر على أسارير وجهه ضياء نور الأولياء رضي اللّه عنهم و نادت الملائكة باسمه في الملكوت الأعلى و جاء يوم القيامة في جملة الصادقين يا غلام الأعراض عن شهوات النفوس تجريد بل توحيد هو صفي بوارق شوق عشقه لخواطر العارفين حتى لا تتلذذ بوصول غيره هو هيم قلوب الداهلين حتى وقعت في أودية حبه يا غلام الطريق إلى اللّه تعالى لا يسافر فيها إلا بزاد الصدق و الحضور معه لا يحصل بغير تخريب القوالب و الأقطار في الآخرة على شراب النظر لا يوصل إليه إلا بعد الصيام عن الدنيا و ما فيها ما نظرة منه إليك غالية بترك الوجود و ما لحظة منه لك كثيرة بالخروج عن الأكوان يا غلام إذا صفت النفس من الأكدار البشرية امتثلت الأوامر و إذا تراءى نظر عقل العارف سطعت على سره أنوار بارئه، يا غلام الأولياء هم الخواص لحضرة السلطان و العارفون ندماء مجلس الملك و دون حلاوة شهد الأولياء تستحق مرارة صبر البدلاء يا غلام عيون عقول الفحول لم تنظر إلى الدنيا و لم يخدعهم مخالب برقها اللامع بل فهموا قول المحبوب عنها و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور يا غلام من تكرر اللذات يدخل الشيطان إلى القلوب و من منافذ الشهوات يعبر إلى الصدور و يخدع العبد بطلب الدنيا فطوبي لمن تنبه من رقدة غفلة عقله و صفا مورد حاله بطلب قرب مولاه و تأدب بالخروج إلى أسرع الحاسبين و شمر للسباق إلى الآخرة و حاسب نفسه عما لا بد له من الخروج منه فإن الدنيا ميدان الممر و الساعة أدهى و أمر و أنشد رضي اللّه عنه قائلا:

و لما صدقنا شيلت الحجب بيننا

و لو لا كلام الصدق ما شيلت الحجب‌

و قال رضي اللّه عنه في التنزيه: ربنا اللّه تعالى القريب في علوه المتعالي في دنوّه بارئ الخلق بقدرته و مقدّر الأمور بحكمته و المحيط بكل شي‌ء علمه تمت كلمته و عمّت رحمته لا له إلا هو كذب العادلون به و من ادّعى له ندّا أو اعتقد له شبيها أو سميّا سبحان اللّه عزّ و جلّ سبحان اللّه عدد خلقه و رضاء نفسه وزنة عرشه و مداد كلماته و منتهى علمه و جميع ما شاء و خلق و ذرأ و برأ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ‌ [الحشر: الآية 22]، الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ‌ [الجمعة: الآية 1] واحد أحد فرد صمد لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ (3) وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) [الإخلاص:

نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست