responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 150

و نصدق أن فساق هذه الأمة خير من اليهود و النصارى و المجوس ردّا على الجعفرية.

و نقر أنه يرى نفسه و يرى غيره، و أنه سميع بكل نداء، بصير بكل خفاء، ردّا على الكعبية.

خلق خلقه في أحسن فطرة، و أعادهم بالغناء في ظلمة الحفرة، و سيعيدهم كما بدأهم أول مرة ردّا على الدهرية، فإذا جمعهم ليوم حسابه يتجلى لأحبابه فيشاهدونه بالبصر يرى كالقمر، لا يحجب إلا من أنكر الرؤيا من المعتزلة، كيف يحجب عن أحبابه أو يوقفهم دون حجابه و قد تقدمت مواعيده القديمة الأزلية: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلى‌ رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) [الفجر: الآيتان 27، 28].

أترى ترضى من الجنان بحورية؟ أم تقنع من البستان بالحلل السندسية؟

كيف يفرح المجنون بدون ليلى العامرية؟ كيف يرتاح المحبون بغير النفحات العنبرية؟ أجساد أذيبت في تحقيق العبودية كيف لا تتنعم بالمقاعد العندية؟ أبصار سهرت في الليالي الديجورية؟ كيف لا تتلذذ بالمشاهدة الأنسية؟ و ألباب عذبت باللبانات الحيية، كيف لا تشرب من المدامة الربية؟ و أرواح حبست في الأشباح الحسية، كيف لا تسرح في الرياض القدسية و ترتع في مراتعها العلية، و تشرب من مواردها الروية، و تنهي ما بها من فرط شوق و وجد شرح الحال عن تلك الشكية و يبرز حاكم العشاق جهرا و يفصل عن تلك القضية.

إذا خوطبت عند التّلاق لمولاها ابتدأها بالتحية، فيأمرها إلى جنات عدن فتأبى أنفسا منها أبية، و تقسم فيه أن لا نظرت سواه و لا عقدت لسواه نية، و لا رضيت من الأكوان شيئا و لا كانت مطالبها دنية، فما هجرت لذيذ العيش إلا لتحظى منه بالصلة السنية، و يسقيها مدير الراح كأسا صفاه من صفو صفواته هنية.

إذا أدبرت على الندماء جهرا حفت بالبواكر و العشية، تزيدهم ارتياحا و اشتياقا إلى أنوار طلعته البهية.

و حقك إن عينا لن تريها جمالك فإنها عين شقية، قتلت بحسنك العشاق جمعا بحق هواك رفقا بالرعية، قلوب تذوب إليك شوقا و لم يبق الهوى منها بقية، فإن أقضى و ما قضيت قصدي فإني من هواك على وصية، و لست بآيس عند التلافي يا إلهي بأن تمحو عواطفك الخطية.

نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست