و الإبتعاد عن الامور الاعتباريّة التي تمنع السالك من طيّ الطريق. و
المقصود أن يعيش السالك بين الناس بنحو الاعتدال. فالمجتمع يحتوي على طائفة من
الناس قد غرقت في المراسم الاجتماعيّة، لا همّ لها سوى جلب الأصدقاء و الخلّان، و
لا تبخل بأيّ شكل من أشكال المجاملة و الزيارات المضرّة أو التي ليست لها فائدة
حفاظاً على شخصيّتها و مقامها الخاصّ، و تتكلّف العادات و التقاليد التي تحفظ لها
حُسن الظاهر، تاركة صميم الحياة لحفظ هامشها، جاعلة المعيار في التقبيح و التحسين
آراء عوامّ الناس، واضعة الحياة و العمر في معرض التلف و الهلاك حتّى صارت سفينة
وجودهم لعبة تتقاذفها الأمواج المتلاطمة للرسوم و العادات المفتعلة، فأينما سارت
الأمواج بآداب العوامّ و أخلاقيّاتهم سارت معها، فاقدة للإرادة قبال المجتمع،
منساقة