منذ الطفولة تربية غير دينيّة، فلم أكن
أعتقد بالمبدأ و المعاد، و إنَّما كنت أشعر أنَّ في قلبي ميلًا و محبّة للمتديّنين
فقط، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيّين أو يهوداً.
و في يوم كنت في إحدى السهرات الليليّة التي كان يحضرها أكثر رفقائي
البهائيّين، حيث رقصنا و لعبنا ساعات و ساعات، فجأة شعرت في أعماق نفسي بالخجل، و
تضايقت من أفعالي، و اضطررت أن أخرج من الغرفة و صعدت إلى الطابق العلويّ و هناك
أجهشت بالبكاء، و رحت اردّد في نفسي و أقول: يا ذا الذي إن كان هناك إله فهو أنت!
أدركني، ثمّ نزلت إلى الحفل الذي كان منتهياً. و في اليوم التالي كنت عازماً على
السفر في مهمّة فنيّة بصحبة رئيس القطار و بعض الشخصيّات، و فجأة رأيت سيّداً
نورانيّاً يقترب منّي، فسلم علَيّ و قال: اريد أن ألتقي بك. فوعدته بأن أراه غداً
بعد الظهر. و بعد ذهابه أخبرني أحد أصدقائي بأنَّ هذا الرجل من السادة الكبار،
فلماذا سلمت عليه بلا مبالاة؟ فقلت: لقد ظننت أنه أتى و سلم علَيّ لحاجة له عندي!
و بعدها أمرني رئيس القطار بالسفر في اليوم التالي، و بالتحديد في الموعد الذي
أبرمته مع السيّد و كلّفني بعدّة امور و أعمال. فقلت في نفسي: لن أستطيع بعد هذا
أن ألتقي بالسيّد غداً.