و بُيِّنَت آثارها و علائمها بالتقريب، هي
فيوضات- من جانب ربّ العزّة- تختصّ بامَّة خاتم الأنبياء و المرسلين محمّد بن
عبدالله صلّى الله عليه و آله. فسالكي الامم السالفة و الشرائع السابقة كانت
كمالاتهم محدودة، حيث كان بمقدورهم أن يشاهدوا أسماء و صفات الربّ فقط، و ذلك بعد
حصول الفناء و الذوبان، و ما كان يخطر في أذهانهم ما هو أعلى من هذا. و سرُّ ذلك
أنَّ منتهى معارفهم كلمة لَا إله إلَّا الله و حاصلها شهود الذات الجامعة لجميع
الصفات الكماليّة و الجماليّة، ولكنَّ سالكي امَّة الرسول الأكرم صلّى الله عليه و
آله هم في مرحلة أعلى من هذه بكثير، و قد ساروا إلى مراحل أبعد لا يمكن بيانها و
شرحها، و سبب ذلك أنَّ جميع التعاليم الإسلاميّة تعود إلى كلمة «الله أكبر مِنْ
أنْ يُوصَفَ».
و بناء على هذا فإنَّ المراحل التي يطويها السالك المسلم سوف تنتهي
تلقائيّاً إلى حدّ لا يقبل البيان و الوصف، و ذلك لارتباط السلوك بالكلمة المباركة
«الله أكبر مِنْ أنْ يُوصَفَ». لهذا فإنَّ نفس الأنبياء السالفين لم يكونوا
يتصوّرون شيئاً فوق مقام شهود الأسماء و الصفات الإلهيّة ليُحَلِّقوا بطائر هممهم
إلى ذلك العشّ، و لذلك كانوا يتوسّلون بالولاية المعنويّة و الروحيّة- للرسول
الأكرم و أميرالمؤمنين و الصدّيقة الطاهرة و الأئمّة الأطهار- عندما