بوجه كلّ خاطرة تظهر لتزاحمه، فيهلكها و
يقطّعها بسيف الذكر، و المراد بالذكر هنا هو الأسماء الإلهيّة التي يجب أن يتوجّه
السالك إلى أحدها حين بروز الخواطر و يديم التوجّه إليها مراقباً بالعين و القلب
حتّى تغادر تلك الخواطر فناء القلب.
و هذا الطريق صحيح جدّاً، إذ يجب أن تُطرد الخواطر و تُبعد بالذكر
فقط، ذلك الذكر الذي يعني التوجّه إلى أحد أسماء الله، قال تعالى:
نفي الخواطر بالطريقة المذكورة في رسالة بحر العلوم رحمه الله
ولكن جاء في الرسالة المنسوبة إلى المرحوم بحر العلوم عدم جواز هذه
الطريقة، و هو يؤكّد فيها على ضرورة نفي الخواطر دون استخدام الذكر، و من ثمّ يدخل
السالك مرحلة الذكر، لأنَّ نفي الخواطر بسيف الذكر خطر جدّاً، و نحن هنا نذكر
إجمالًا ما ورد في الرسالة، ثمّ نتعرّض له بالردّ. قال رحمة الله عليه:
«كثير من المتشيّخين ينصحون بطيّ مرحلة نفي الخواطر بالذكر (بديهيّ
أنَّ المراد من الذكر الالتفات و التوجّه القلبيّ لا الذكر اللسانيّ الذي يصطلح
عليه بالورد)، و هذا خطر جدّاً، لأنَ