و ستة أسباع درجة، و هو ناري نحس يصلح فيه
من الاعمال ما يختص بامور النساء، و يجتنب فيه لبس الثياب الجدد، و ترك الأعمال
كلها بالجملة. و في هذا الحدّ تتحرّك روحانية تتصل بأنفس الملوك و السلاطين، و
يظهر فيهم الغضب و البطش بالقتل و سفك الدم و الجور و الظلم، ثم يعمّ ذلك العالم
كله فيظهر من ذلك في كل واحد بحسب قوته و ما جعل له من قدرته، و لا يصلح إلّا لما
كان من أحوال النساء. و من تزوج في هذا اليوم حظيت المرأة عنده و حظي هو عندها. و
اشتر فيه الرقيق و الدوابّ و الشاء و البقر، و اغرس فيه و ازرع و ابن البناء، فإن
عاقبة كل ذلك محمودة، و لا تؤاخ في هذا اليوم أخا، فإن مودّة المتحابّين لا تلبث،
و لا تشتر فيه شيئا للتجارة فإن عاقبته غير محمودة، و لا تعالج فيه طلّسما و لا
دعوة محال. و من ولد في هذا اليوم إن كان ذكرا كان فاجرا شريرا لا تلبث الأموال
معه، و لا يحمل في شيء من أموره؛ و إن كانت أنثى كانت فاجرة مشهورة الفجور، مجيبة
حظيّة عند الرجال حريصة عليهم.
البطين[1]: سعد،
حارّ، يابس، و هو ألين جوهرا. فإذا نزل القمر بالحدّ الثاني من الحمل و هو اثنتا
عشرة درجة و ستة أسباع، فعند ذلك ينحطّ إلى العالم روحانيات معتدلة تصلح ما تقدّم
من الفساد في الأرض، و تصلح ما كان بإفساد المقدّم بها، و تزيل غضب الملوك من
نفوسهم، و هو يصلح لجميع الأعمال و الأفعال و ما يختص به الرجال دون النساء، فاعمل
فيه نيرنجات العطف و المحبة بالملوك و السّوقة و الإخوان و من أحببت من الرجال دون
النساء خاصّة، و اعمل فيه الطّلّسمات و النيرنجات الأربعة الموضوعة في كتاب
ارسطماخس، و دبّر فيه الصنعة، و عالج فيه الروحانيات، و ادخل
[1] -البطين: من منازل القمر، و هو ثلاثة كواكب صغار
مستوية التثليث كأنها أثافيّ، و هو بطن الحمل، و صغر لأن الحمل نجوم كثيرة على
صورة الحمل. فالسرطان قرناه، و البطين بطنه، و الثريا أليته.