إذا مات الجنين في بطن أمه، و خشي عليها في إخراجه الموت، و أرادوا
إخراجه، فليخرجوه و القمر ناقص في الضوء هابط في الجنوب، و ينظر المرّيخ و الزّهرة
من التربيع و التثليث إلى الطالع أو إلى القمر. و أفضل ذلك أنه إذا كان القمر في
برج مؤنث، و يكون الطالع و صاحبه ينظر إلى الزّهرة و المشتري ناظرا إليهما، و خير
البروج التي يكون فيها القمر أو الطالع البروج الإناث المستوية الطلوع.
فصل في حال المولود في بطن أمه
إذا وقعت النّطفة في الرحم دبّرها زحل في الشهر الأول بالبرد، و
دبّرها المشتري في الشهر الثاني ببعض الاعتدال، و دبّرها المرّيخ في الشهر الثالث،
فصيّرها دما، و في الشهر الرابع تنفخ الشمس فيها الحياة بإذن اللّه، عزّ اسمه، و
في الشهر الخامس تركّب فيه الزّهرة التذكير و التأنيث، و في الشهر السادس عطارد
يصيّر فيها اللسان و الأسنان، و في الشهر السابع القمر يتمّ فيها الصورة.
و إن ولد في تدبير القمر عاش، و إن تأخر رجع في الشهر الثامن إلى
تدبير زحل، فإن ولد في الشهر الثامن- و هو لزحل- مات، و إن ولد في التاسع حين يعود
التدبير إلى المشتري نجا بإذن اللّه، و كان منه ما قدّر له أن يكون في مدّة حياته
و بحسب ما تولى مولده. و الوقوف على هذه الأسرار و الإخبار بها و الحكم عليها هو
السحر للعقول، لما يكون فيه من البيان الذي به يتميز الإنسان من الحيوان، و يستخرج
بالزّجر و الكهانة مثل ذلك.