responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 377

أن لا يقرب الشجرة التي نهاه عنها كان في الجنة بأمر اللّه. فلما أطاع إبليس فقبل منه و أكل من الشجرة، خرج من أمر اللّه تعالى، و صار في أمر إبليس، لعنه اللّه، و وقع في الخطيئة لأن اللّه تعالى أمره فخالفه، و أمره إبليس فأطاعه.

فلما علم ذلك بمناداة اللّه له في تذكاره بما استوجبه من نسيان وصيته، استرجع و تاب و أناب و لم يستكبر كما استكبر إبليس.

و كذلك إبليس أمره اللّه تعالى أن يسجد لآدم، فلما سوّلت له نفسه أنه خير منه و امتنع من السجود، خرج من أمر اللّه، سبحانه، و صار في أمر نفسه.

و هكذا يجري أمر المستخلفين من ذرّيّة آدم في الأرض من كان منهم مستخلفا فيها بأمر اللّه تعالى الذي استخلف به آدم بعد التوبة، و هو الأمر الثاني و الوصية الثانية التي لم يتعدّها و لم ينسها و جعلها كلمة باقية في عقبه، و هي خلافة النبوة و مملكة الرسالة و الإمامة. فمن تعدى هذا الأمر و خالف هذه الوصية و طلب أن يكون خليفة اللّه تعالى ليدبّر خلقه بسعيه و حرصه فإنه لا يتمّ له، و إن تمّ و قدر عليه فإنما هو خليفة إبليس، لأنها حيلة و مكيدة و خديعة و تعدّ و غصب و ظلم و عدوان و خذلان و طغيان و عصيان. فإذا فعل ذلك ربطت به روحانية كوكب فلا يزال محبوسا فيها محصورا في أحكامها حتى يموت.

و على هذا تجري أحوال الملوك و السلاطين و المتغلبين في الدنيا، و لذلك صاروا محتاجين إلى المنجّمين و أصحاب المعارف، حتى إن بعضهم إذا وصل إلى حكيم عالم من أهل هذه الصناعة و بلّغه ما يريده و علم أنه عارف بما يبدو منه و يظهر عنه و من عاقبة أمره، قتله أو حبسه أو منعه من الكلام، و الأحبّ إليه قتله فلذلك صارت العلماء لا يظهرون علومهم للملوك بأسرهم و يكتمونها عنهم، و لا يرغبون فيما يرغّبونهم فيه من أمور الدنيا و أحوالها.

و اعلم يا أخي أن هذه الصناعة حق و يقين، و العارف بها على حقيقة المعرفة

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست