الرسالة التاسعة من العلوم الناموسية و
الشرعية في كيفية أنواع السياسات و كميتها (و هي الرسالة الخمسون من رسائل إخوان
الصفاء)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى،
آللّه خير أمّا يشركون؟
اعلم أيها الأخ البار الرّحيم، أيدك اللّه و إيانا بروح منه، أنّا قد
جعلنا في كل رسالة من رسائلنا فصلا جعلناه من لبّها و خالصها، إذا وفّق له من فهمه
و عمل به نال السعادة في الدنيا و الآخرة، و قد لخّصنا ما أوردناه في رسائلنا
الإحدى و الخمسين، في رسالة مفردة عن الرسائل سميناها «الجامعة» و هي خارجة من
جملة الرسائل، أوردنا فيها بيان ما أخبرناه في غيرها بأخص ما أمكننا منه، فليس
تكاد تجتمع رسائلنا كلها عند رجل واحد إلّا من سهّل اللّه تعالى له ذلك، فعملنا
تلك الرسالة لتنوب عن أخواتها، غير أن الأصوب و الأجود عندنا أن لا تقرأ الرسالة
الجامعة إلّا بعد قراءة رسائلنا الإحدى و الخمسين. فإنه إذا قرأها بعد قراءة هذه
كثر نفعه و انفتح عليه ما انغلق من رسائلنا، و إن وجدها و فاتته الرسائل أو بعضها
لم يخل من فوائدها.
و أما هذه الرسالة فقد وسمناها بالسياسة و الرئاسة لتحمل نفسك على
موجبها