responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 211

للنقش و الصورة، فهذه عبادتها و طاعتها و خضوعها و خشوعها، و إن منها ما يلتذ و يشتاق إلى الطاعة، و منها ما هو أسرع للقبول، و أحسن في الصورة، و أجلّ في القدر، و أعظم في ذلك، و دون ذلك، و منها ما هو في غفلة من ذلك لا يقبل الصورة، و لا يذوب بالنار، و لا له إشراق و لا صفاء، و لا ينتفع به كالصّمّ الصّلاب و الصّوّة و الحجارة و الأرضين السّباخ.

و أما عبادة النبات فهي ما يظهر منه من الحركات، و ذهابه مع الهواء إذا ذهب يمينا و شمالا، فهو راكع و ساجد، و مسبّح و مقدّس باصطكاك أوراقه و حركات قضبانه، و ما يبديه من أنواره و أزهاره، و تسليمه ثمرته إلى الحيوان، و منها ما لا ينتفع به و لا يصلح إلّا للنار.

و أما عبادة الحيوان فهي خدمته الإنسان، و ذهابه معه حيث ما ذهب، و ما يكون من صبره على ما يعمل به، و منه عاص منكر جاحد لطاعة الإنسان، عدو له كالسباع و أنواع الوحوش.

و أما عبادة الإنسان فهي ما أوجبه اللّه تعالى عليه و هداه إليه، و هو أجلّ العبادات الأرضية، و أعظم المعارف الحيوانية، و له فضيلة النّطق و شرف القدرة على ما دونه، و كمال الخلقة و استواء القامة، مجموع من العالمين، فهو كالحد المتاخم للحدّين و كالواسطة بين الطرفين. فاحرص أيها الأخ بالعبادة و الطاعة حتى تصل إلى حيث يكون تسبيحك و تقديسك غاية أنسك، و أعظم لذة تجدها نفسك، فعند ذلك تأنف من الغذاء الجسماني و لا تحرص عليه و لا تشتاق إليه، و تصير في روضة الملكوت بحيث تكون حيّا لا تموت.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست