responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 13

و ذلك أن موسى، 7، قام لياليها، و صام نهارها، حتى صفت نفسه، فناجاه اللّه تعالى عند ذلك و كلمه.

و يروى عن النبي، صلى اللّه عليه و على آله و سلم، أنه قال: «من أخلص العبادة للّه أربعين يوما، فتح اللّه قلبه و شرح صدره، و أطلق لسانه بالحكمة، و لو كان أعجميّا غلفا[1]».

فمن أجل هذا وجب على الحكماء، إذا أرادوا فتح باب الحكمة للمعلمين، و كشف الأسرار للمريدين، أن يروضوهم أولا، و يهذبوا نفوسهم بالتأديب، كيما تصفو نفوسهم، و تطهر أخلاقهم، لأن الحكمة كالعروس تريد لها مجلسا خاليا فإنها من كنوز الآخرة، و إن الحكيم إذا لم يفعل ما هو واجب في الحكمة من رياضة المتعلمين قبل أن يكشف لهم أسرار الحكمة، فيكون مثله في ذلك كمثل حاجب ملك أذن لقوم بله بالدخول على الملك من غير تأديب و لا ترتيب، فإنه يستحق العقوبة عليه إن فعل ذلك، فإذا هو فعل ما قد يجب من تأديبهم ثم لم يفعلوا هم و لا قبلوا منه، فقد بري‌ء الحكيم من اللوم، و لزمهم الذنب، لأنك إذا قدّمت الطعام و الشراب إلى الجائع فقد أشبعته، فإذا هو لم يأكل حتى مات جوعا فهو المأخوذ بدمه «و من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب اللّه عليه».

وفقك اللّه، أيها الأخ البارّ الرحيم، و إيانا للرشاد، و سدّدك و إيانا و جميع إخواننا حيث كانوا في البلاد، إنه رءوف بالعباد.

تمت رسالة ماهيّة الطريق إلى اللّه، عز و جل، و كيفية الوصول إليه، و يليها رسالة في بيان اعتقاد إخوان الصفاء


[1] -الغلف: جمع أغلف و يقال قلب أغلف أي عليه غشاء. و في نهاية الأثر في صفته، عليه الصلاة و السلام: يفتح قلوبا غلفا، أي مغشاة مغطاة. فلعل الحديث: أعجميا أغلف، أي أغلف القلب.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست