responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 81

فصل في ماهية الشياطين و جنود إبليس أجمعين‌

اعلم أن النفوس المتجسدة الخيّرة ملائكة بالقوة، فإذا فارقت أجسادها، كانت ملائكة بالفعل، كما بينّا في رسالة صفات المؤمنين المحققين و رسالة البعث.

كذلك النفس المتجسدة الشريرة هي شياطين بالقوّة، فإذا فارقت أجسادها كانت شياطين بالفعل. فهذه النفوس الشيطانية بالفعل توسوس للنفوس الشيطانية بالقوّة، لتخرجها إلى الفعل، كما قال تعالى: «شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى‌ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً». فشياطين الإنس هي النفوس المتجسدة الشريرة آنست بالأجساد، و شياطين الجنّ هي النفوس الشريرة المفارقة للأجسام المحتجبة عن الأبصار. و مثل وسوسة هذه النفوس المفارقة لهذه النفوس المتجسّدة كمثل من قويت شهوته للطعام و الشراب، و ضعفت حرارته الهاضمة عن نضجها، فهو يشتهي و لا يستمرئ، فعند ذلك تكون همّته أن يرى الطعام و الآكلين، لينظر إليهم، فيستريح عنها لضعف الآلة، و بطلان فعل القوة؛ و كمثل من ضعفت آلة جماعه لا يقوم عليه، فهمّته أن يرى الفاعلين لعله يقوّي طبيعته و ينهض آلته.

و هذه حكم النفوس المفارقة ليست لها آلة تنال بها اللذات المحسوسة، فهي تحبّ و توسوس إلى أبناء جنسها ممن لها تلك الآلة على الفعل. فهكذا وسوسة النفوس الشريرة المبغضة، إذا فارقت أجسادها، تعلقت بأبناء جنسها من النفوس المتجسدة المبغضة الشّرّيرة بالوسوسة لها إلى القتال و الخصومات و العداوات، و إلى هذه النفوس أشار بقوله تعالى: «مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ».

فهكذا حكم أبناء الدنيا، يا أخي، الجاهلين بأمر المعاد، المشتغلين بالأجساد، الغافلين عما بعد الموت، المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم كما ذكر اللّه تعالى:

«وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى‌ يَوْمِ يُبْعَثُونَ» كما بيّنّا في رسالة البعث و القيامة، فاطلب‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست