responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 522

بحسرة و ندامة آيسا مما يرجوه المؤمنون، قنوطا مما يؤمّله العارفون من الخيرات و النعيم و اللذات.

ثم اعلم أن اللّه تعالى، بواجب حكمته، جعل في طبع النفوس محبة الوجود و البقاء أبدا سرمدا، و جعل في جبلتها كراهية العدم و بغض الفناء، ثم منعها ذلك في الدنيا لكي تركن إليها و تسكن فيها و تطمئن بها، لا لكون النفوس في هذه الدنيا حال نقص دون التمام، و كونها في الآخرة حال تمام و كمال، و البقاء على حال التمام و الكمال أفضل و ألذّ و أشرف، كما أن حال الأجساد في الأرحام حال نقص من التمام، و حالها بعد الولادة حال تمام و كمال، لا يخفى هذا على العقلاء.

ثم اعلم أنه لا يمكن الوصول إلى حال التمام و الكمال في الدنيا، إلّا بعد تقدم حال النقص في الرّحم و الجواز عليه، فهكذا حال النفوس في الدنيا يشبه حال الأجساد في الأرحام، و حال النفوس بعد مفارقتها الأجساد يشبه حال الأجساد بعد مفارقتها الأرحام، لأن الموت ليس شيئا سوى مفارقة النفس الجسد، كما أن الولادة ليس شيئا سوى مفارقة الجسد الرّحم، كما بيّنّا في رسالة حكمة الموت.

فصل‌

ثم اعلم أن العلماء إذا قالت قولا على حكومة ما، فهي مقدّمة لها نتيجة، فقولهم إن الطبيعة لم تفعل شيئا باطلا، يعنون بهذا القول أنه ليس شي‌ء من الأشياء الموجودة في العالم إلّا بحكمة ما عرفت أو لم تعرف، فشهوة النفوس البقاء أبدا، و كراهيتها الفناء ليست إلّا بحكمة ما. فلو لم يكن للنفوس بقياء بعد مفارقة الأجساد، لكان وجود هذه الشهوة في جبلتها و كراهية الفناء في طباعها باطلا، لأن البقاء في الدنيا أبدا ليس بموجود لشخص‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 522
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست