responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 49

فصل في عيوب الجسد و مثالبه‌

فاعلم يا أخي أنّا قد بيّنّا في رسالة تركيب الجسد، و رسالة الإنسان عالم صغير، و رسالة الحاسّ و المحسوس ما تستفيد النفس بكونها معه من الحكمة و العلوم و الفوائد، و ما ترتاض من اتخاذ الصنائع و السياسات و التدبير و الربوبية و التشبّه بالإله بحسب الطاقة الانسانية، إذا أخذت النفس طريق ذات اليمين، لأن هذا الجسد لهذه النفس صراط ممدود بين الدنيا و الآخرة. فإذا عبرت النفس على هذا الصّراط و سلمت من آفاته، سهل عليها سائر ما بعد ذلك.

فمن عيوب هذا الجسد كون النفس كمحبوس في كنيف، لأن الكنيف بالحقيقة هو هذا الجسد، فهو ينبوع لكلّ قاذورات من وسخ و بول و غائط و مخاط و بصاق و دم و صديد و لعاب و عرق نتن و بخر و صنان. و إن كل ما يكون في الكنيف من القاذورات فمنه يخرج و فيه يتكون، فأوله نطفة قذرة، و آخره جيفة منتنة، و ما بين الحالتين مملوء عذرة[1]، و النفس على دوام الأوقات في تنظيفه و غسله و تنقيته و مداواته و ستر عوراته و حفظه من آفات الحر و البرد و الجوع و العطش و الصدمة و الضربة و الآفات العارضة التي لا يحصى عددها.

و بالجملة، فليس في العالم نتن و لا نجاسة و لا قاذورة و لا جيفة إلّا منه.

و من وجه آخر، فنقول مثل النفس مع الجسد كعابد صنم يعبده بالليل و النهار، و ذلك أن النفس إذا تركت تعلّم العلم و عبادة اللّه، عز و جل، و النظر في أمور معادها بعد فراق الجسد، و الاستعداد له و التزوّد للرّحلة من الدنيا إلى الآخرة، و اشتغلت بما يكون فيه صلاح الجسد من الأكل و الشرب و اللباس و المسكن و المركب و ما شاكلها من أنواع زينة الدنيا،


[1] -العذرة: الغائط.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست