و الورع، و الخير و الصلاح، و العدل و
الإنصاف، و الحق، و الصواب، و الصدق، و الوفاء، و الصّيانة، و المروءة.
قال بهرام[1] صاحب
الجيوش: أنا أختار له من قوّتي، و أزوّده من فضائلي العزم و الصّرامة، و النجدة، و
الشجاعة، و الهمة، و البسالة، و الظفر و الغلبة، و البذل و السخاء، و التيقّظ.
و قالت الناهيد أخت النجوم: أنا أختار له من قوّتي، و ازوّده من
فضائلي الحسن و الجمال، و التمام و الكمال، و الرأفة و الرحمة، و الزينة، و
النظافة، و الحب و المودّة، و السرور و اللذة.
و قال أخوهم الأصغر، و هو أخفاهم منظرا، و أجلّهم مخبرا، الذي صنعته
أظهر، و علومه أكثر، و عجائبه أشهر و أزهر: أنا أختار له من قوّتي، و ازوّده من
فضائلي، و أسدي إليه من مناقبي الفصاحة و النّطق، و التمييز، و الفطنة، و النظر، و
اللطافة، و القراءة، و النغمة، و العلوم، و الحكمة.
و قالت أم النجوم و هي القمر: أنا أرضعه و أربّيه، و أختار له من
قوّتي، و أزوّده من فضائلي النور، و البهاء، و الزيادة، و النماء، و الحركة في
الأقطار الثلاثة، و التنقّل في الأسفار، و بلوغ الآمال، و السّير و الأخبار، و علم
مواقيت الآجال.
ثم إنه دارت الأفلاك، و تمخضت قوى الروحانيّات، و استبشر أهل
السماوات، و نزل إلى عالم الكون في ليلة القدر، قبل طلوع الفجر، صاحب النّشور[2] لينفخ في الصّور[3]،
فمكث هذا المولود في الرحم أربعين يوما من أيام الشمس، و عشرين يوما في الرضاع،
حتى تربّى و نشأ، و كمل و نما، و كان أشبه الناس بأخيه الثالث شبها، لأنه كان يشبه
عطارد الذي هو أخو