و كلح وجه الزمان، و هزلت البهائم، و ضعفت
قوى الابدان، و منع الناس البرد عن التصرّف، و تمرمر[1]
كثير عيش الحيوان و ضعفاء الناس، و صارت الدنيا كأنها عجوز هرمة قد دنا منها
الموت.
و من الحركات السريعة، القصيرة الزمان، القريبة الاستئناف، ما يكون
في كل ثلاثة عشر شهرا بالتقريب مرة، و هي حركة جرم زحل و المشتري في فلكي
تدويرهما. و من الحوادث في هذه المدة، عن حركتهما و اختلاف أحوالهما، ما يعرض
لطبقات من الناس المستولي عليهم اليبس و البرد، نحو[2]
المشايخ و العجائز و الأكرة[3]، و
التّنّاء[4]، و
الأشراف، و القضاة، و العدول، و العلماء، و التجّار، و من شاكلهم من الناس من
المستولي عليه في مولوده أحد الكوكبين مثل ما يعرض لأصحاب عطارد كما ذكرنا قبل. و
قد يعرض من حركة هذين الكوكبين و أحوالهما، لكثير من الحيوان و النبات و المعادن،
أعراض و أسباب قد ذكرنا كيفيّتها في الرسائل التي ذكرنا فيها هذه الأجناس.
و من الحركات القصيرة الزمان، السريعة الاستئناف، حركة الزّهرة في
فلك تدويرها، في كل خمسمائة و أربعة و ثمانين يوما مرة واحدة، و حركة المرّيخ في
فلك تدويره، في كل سبعمائة و ثمانين يوما مرة واحدة. و الذي يحدث و يتبع هذين الكوكبين
في عالم الكون و الفساد ما يعرض لبعض طبقات الناس في عالم الكون و الفساد، من
النساء، و المخانيث، و أصحاب اللذّات و اللهو، و الملهين، و أصحاب المرّيخ[5] من الشباب، و الشّطار،