الرسالة الخامسة من النفسانيات العقليات
في الأدوار و الأكوار (و هي الرسالة السادسة و الثلاثون من رسائل إخوان الصفاء)
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى،
آللّه خير أمّا يشركون؟
اعلم، أيّدك اللّه و إيانا بروح منه، أنّا قد فرغنا من رسالة العقل و
المعقول، و بيّنّا فيها تعريف جواهر النفوس بحقيقتها و كيفيّة اجتماع صور
المعقولات في العقل المنفعل. و كنا قد بيّنّا قبل ذلك في رسالة ماهيّة الطبيعة ذكر
كيفيّة تأثيرات الأشخاص العلويّة الفلكية في الأشخاص السّفلية الكائنة تحت فلك
القمر الذي هو عالم الكون و الفساد. و بيّنا فيها معنى قول القدماء في روحانيات
الكواكب. و بيّنّا قول واضع الناموس في أجناس الملائكة، و كيفيّة سريان قواها في
العالم، و إظهار أفعالها في الأجسام الموجودة فيه؛ فنريد أن نبيّن الآن و نذكر في هذه
الرسالة أدوار الأشخاص الفلكيّة و أكوارها و قراناتها فنقول:
إن للفلك و أشخاصه، حول الأركان الأربعة التي هي عالم الكون و
الفساد، أدوارا كثيرة لا يحصي عددها إلّا اللّه تعالى؛ و لأدوارها كور،