responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 165

قرآن أنزله اللّه تعالى، و أشرف كتاب أحكمه، و أنه لا يقدر أحد من الأمم على اختلافهم في لغاتهم أن يحيله عما هو به من اللغة العربية إلى لغة.

غيرها، لأنه لا يمكن أن ينقل البتّة إلى لغة على ما هو به من الاختصار و الإيجاز، و هذا لا خفاء به. و لا يكون اجتماع الناس على كلمة واحدة إلّا بمجاهدة المجاهدين المحقّين لأهل الباطل، و أن يكون الخادمون في الناموس آمرين بالمعروف فاعلين له، و الناهون عن المنكر منتهين عنه، الذين لا تأخذهم في اللّه لومة لا ثم، و أرجو أن يبلّغنا اللّه ذلك الزمان، إنه عليه يسير.

ثم اعلم أنه إنما وقع الخلاف في الشريعة بعد خروج النبي، 7، من الدنيا، لما تنازعوا فيما بينهم لطلب الرئاسة و المنزلة، و كان منهم ما كان إلى أن جرى ما جرى من هتك حرمة النبوّة و قتل آل بيت الرسالة و إهباط الوحي، و ما فعله ابن زياد بكربلاء، و ما كان من الفتنة التي شملت أهل الشريعة المحمدية و العصبة الهاشميّة من قتل بعضهم بعضا. فلذلك كثرت الآراء و المذاهب، فقال قوم لم يجر ذلك كلّه إلّا بقضاء اللّه و قدره، و لعمري، إن الأمر كما قالوا، لكن إنما قصد القائلين بذلك براءة نفوسهم فيما عملوا، فإنهم إنما فعلوا ذلك على ما علمه ربهم، و أنه إذا علمه فقد أراده، و إذا كان ذلك كذلك، فلا ذنب لهم و لا وزر و لا لوم و لا و بال.

فصل‌

إن هذا الرأي يجرّئ الإنسان على فعل المعصية و ارتكاب الفاحشة، و إنما يستخرج هذا الرأي في الناس أصحاب الكبائر من الذنوب، لما علموا أن ذنوبهم إذا ظهرت و انتشرت في العالم بعد ذهاب أيامهم و انقراض دولهم، يكثر لعنهم و سبّهم و شتمهم. فإذا جرى ذلك كان في العالم من يحفظ هذا الرأي منهم، فيذبّ ذلك عنهم، و يقول لمن يسمع هذا منه: أمسك، فإن كل شي‌ء إنما

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست