الرسالة الخامسة من الجسمانيات الطبيعيات
في بيان تكوين المعادن (و هي الرسالة الثامنة عشرة من رسائل إخوان الصفاء)
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى،
آللّه خير أمّا يشركون؟
فصل
و اعلم أيها الأخ البار الرحيم، أيدك اللّه و إيانا بروح منه، أنّا
قد بيّنا في رسالة الآراء و المذاهب بأن العالم محدث مبدع مخترع كائن بعد أن لم
يكن، و أن مبدعه و مخترعه و محدثه و خالقه و مصوّره هو الباري جلّ جلاله، أبدعه
كما شاء و كيف شاء بقوله تعالى: «كُنْ» فكان، كما بيّنا في رسالة المبادي العقلية. فنريد أن نذكر في هذه
الرسالة طرفا من الحوادث و الكائنات التي تتكوّن و تفسد تحت فلك القمر، بطول
الأزمان و الدهور و الأدوار، كما بيّنا أيضا كيفيّة فناء العالم، و كيفية نشىء
الآخرة و الحشر و الحساب و الميزان و الجواز على الصّراط، و النّجاة من النيران، و
الوصول إلى الجنان، و كيفيّة مجاورة الرّحمن في رسالة البعث و القيامة، إذ قد
تبيّن ببراهين