يوم تسعا و خمسين دقيقة. و أما فلك القمر
فيتأخّر كل يوم عن موازاة الدرجة التي كان موازيا لها ثلاث عشرة درجة و كسرا. فقد
بان بهذا الشرح أن كلّ واحدة من هذه الأكر متحرّكة بما فوقها و محرّكة لما تحتها،
إلى أن تنتهي إلى فلك القمر؛ و أن كل واحدة تنقص حركتها عن سرعة حركة محرّكها؛ و
أن فلك القمر أبطأها حركة من أجل بعده من المحرّكة الأولى التي هي فلك المحيط،
لكثرة المتوسّطات بينهما، فلهذا السبب صار دوران هذه الأكر حول الأرض مختلف
الأزمان.
فصل
و أما تفاوت أزمان أدوارها، فذلك أن الفلك المحيط يدور حول الأرض في
كل أربع و عشرين ساعة سواء دورة واحدة، و فلك الكواكب في أكثر من هذه المدّة بشيء
يسير، و فلك زحل في أكثر من ذلك بما يكون مقداره جزءا من أربعمائة و خمسين جزءا من
ساعة. و هكذا فلك المشتري يدور حول الأرض في كل أربع و عشرين ساعة و جزء من مائة و
ثمانين جزءا من ساعة دورة واحدة. و أما فلك المرّيخ فيدور حول الأرض في كل أربع و
عشرين ساعة و سدس و خمس ساعة من ساعة، دورة واحدة. و أما فلك الشمس و الزّهرة و
عطارد فإن كل واحد منها يدور حول الأرض في كل أربع و عشرين ساعة و خمس و ثلث ساعة
من ساعة، دورة واحدة. و أما القمر فإنه لما كان أبطأها حركة صار يدور حول الأرض في
كل أربع و عشرين ساعة و زيادة ستّ أسباع ساعة، دورة واحدة.