responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 227

فيعلمون يقينا بأن ذلك ليس من فعل البهائم و لا من تدبير الإنس، بل لا يشكّون بأن ذلك من فعل الجنّ و حيلتهم؟

قال الملك: لا شك فيه.

قال: أ ليس، بعد ذلك، كلما فكّر بنو آدم فيما فاتها من المنافع و المرافق يهربها منهم امتلأت حزنا و غيظا و غمّا و أسفا على ما فاتها، و حقدت على بني الجانّ عداوة و بغضا، و أضمرت لهم حيلا و مكايد، و يطلبونهم كل مطلب، و يرصدونهم كل مرصد، و يقع بنو الجان عند ذلك في شغل و عداوة و وجل كانوا في غنى عنه. و قد قالت الحكماء: إن اللبيب العاقل هو الذي يصلح بين الأعداء و لا يجلب إلى نفسه عداوة، و يجرّ المنافع إلى غيره و لا يضرّ نفسه.

قالت الجماعة: صدق الحكيم الفيلسوف الفاضل.

ثم قال القائل من الحكماء: ما الذي يخاف و يحذر من عداوة الإنس لبني الجانّ أيها الحكيم أن ينالوهم من المكاره، و قد علمت بأن الجانّ أرواح خفيفة نارية تتحرّك علوا طبعا، و بنو آدم أجساد أرضيّة ثقيلة تتحرّك بالطبيعة سفلا. و نحن نراهم و لا يروننا، و نسير فيهم و لا يحسّون بنا، و نحن نحيطهم و هم لا يمسّوننا، فأي شي‌ء يخاف منهم علينا أيها الحكيم؟

فقال له الحكيم: هيهات! ذهب عنك عظامها و خفي عليك أجسامها، أما علمت أن بني آدم، و إن كانت لهم أجساد أرضية ثقيلة، فإن لهم أرواحا فلكيّة، و نفوسا ناطقة ملكيّة، بها يفضلون عليكم و يمتازون عنكم؟ و اعلموا أن لكم فيما مضى من أخبار القرون الأولى معتبرا و مختبرا، و فيما جرى بين بني آدم و بين بني الجانّ في الدهور السالفة دليلا واضحا.

فقال الملك: أخبرنا أيها الحكيم كيف كان، و حدّثنا بما جرى من الخطوب و كيف تمّ ذلك.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست