صلبة ملسة ملصقة بشحمتها، و في جوف شحمتها
حبوب مختلفة الأشكال، زيتونيّة، فقّاعيّة[1]،
مضاعفة و مفردة و مزدوجة و ثلاثة أربعة، خزفيّة، و عظاميّة، و منها صلبة، و منها
رخوة، في جوف تلك الحبوب لبّة دسمة، و مادّة شحمتها قبل النضج حامضة، و قبل ذلك
عفصة، و بعد النّضج حلوة، و هي ثمرة الأعناب.
و من الثمار ما أشكاله مخروطة أو صدفيّة، عليها قشور رقيقة ملتصقة
بشحمتها، و هي غليظة ثخينة، في داخلها نواة خزفية، أشكالها صدفيّة، داخلها ملساء،
فيها لبّة دسمة، و ألوان هذه الثمار مختلفة، و طعمها عذب و حلو و مرّ و حامض، و
قبل النضج كلّها عفصة، و هي الإجّاص و المشمش و الخوخ و أمثالها.
و من الثمار ما أشكاله كريّة أو مستطيلة أو مدحرجة، و عليها قشور
لحميّة غليظة، طعم شحمتها حامض، و في داخلها حبّ صغار، على أدعاص مرصّعة شبه
التّلال، ما بين خللها لحمة طعمها حامض، و ألوان قشرها أحمر و أخضر و أصفر، و
مادّتها قبل النضج عفصة، مثل الأترجّ و النارنج و الليمون و ما شاكلها.
و من الثمار ما هي ذات حبّة صغيرة، و في داخلها نواة خزفيّة، و في
جوفها لبّة دسمة مثل الحبّة الخضراء و الفستق و السّمّاق و حبّ الصّنوبر.
و من الثمار ما لا ينضج مثل البلّوط و العفص و ثمر السّرو و
الإهليلج[2].
و اعلم يا أخي، أيدك اللّه و إيانا بروح منه، بأن الباري، جلّ ثناؤه،
لما أبدع الموجودات و اخترع الكائنات، جعل أصلها كلّها من هيولى واحدة، و خالف
بينها بالصّور المختلفة، و جعلها أجناسا و أنواعا مختلفة متفنّنة متباينة، و قوّى
ما بين أطرافها، و ربط أوائلها و أواخرها بما قبلها رباطا واحدا على