responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 127

فصل‌

و قد تبيّن مما ذكرنا أن الجواهر المعدنية، مع كثرة أنواعها و اختلاف طبائعها و فنون خواصّها، أصلها كلّها و هيولاها هي الأركان الأربعة التي تسمّى الأمهات و هي النار و الهواء و الماء و الأرض، و تبين أيضا أن الفاعل فيها و المؤلّف لأجزائها و المركّب لها هي الطبيعة بإذن اللّه تعالى؛ و تبيّن بأن الغرض من هذه الجواهر المعدنيّة هو منافع الناس و الحيوان، و إصلاح أمر الحياة الدنيا و معيشة الحيوان إلى وقت معلوم.

و اعلم يا أخي بأن الجواهر المعدنية، مع اختلاف طبائعها و أنواع أشكالها و فنون جواهرها و خواصّها، كالأدوات للطبيعة الفاعلة، و الآلات لها، تفعل بها و فيها و منها في الأماكن المتباينة و الأزمان المختلفة هذه الأفعال و الصنائع و الأعمال من التركيب و التأليف و الجمع و التفريق لأجزاء هذه الأركان الأربعة من الكون و الفساد و النشوء و البلى حسب دوران الأفلاك و حركات الكواكب و طوالع البروج على آفاق البلد من البر و البحر و السهل و الجبل و العمران و الخراب، كلّ ذلك بإذن اللّه تعالى الذي خلقها و وكّلها بالأركان و أيّدها بالقوة الإلهيّة على هذه الأفعال و الصنائع من تكوين المعادن و النبات و الحيوان.

و اعلم أن الطبيعة إنما هي ملك من ملائكة اللّه المؤيّدين و عباده الطائعين، يفعلون ما يؤمرون، لا يعصون اللّه ما أمرهم و هم من خشيته مشفقون.

و اعلم أن اللّه تعالى غير محتاج في أفعاله إلى الأدوات و الآلات و الأماكن و الأزمان و الهيولى و الحركات، بل فعله الخاصّ به هو الإبداع و الاختراع، إذ الاختراع هو الإخراج من العدم إلى الوجود بحسب ما بيّنّا في رسالة المبادي العقليّة و الأفعال الروحانية.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست