responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 109

فصل‌

و اعلم يا أخي أن النار هي كالقاضي بين الجواهر المعدنيّة، المتحكّم فيها كلّها و المفرّق بينها و بين ما كان من غير جنسها، فأشرفها هي التي لا تقدر النار على أن تفرّق بين أجزائها، مثل الذهب و الياقوت، و ذلك لشدّة اتحاد أجزائها بعضها ببعض، فإنه ليس بين خلل أجزائها رطوبة. و أما احتراق بعض الجواهر المعدنية، و أكل النار لها، و سرعة اشتعالها فيها، كالكبريت و الزّرنيخ و القير[1] و النّفط و ما شاكلها من المعدنيات، فهي من الأجزاء الهوائية الدّهنية المتعلقة بالأجزاء الترابية، غير متّحدة بها، و الأجزاء المائية قليلة معها، و هي غير نضجة أيضا و لا متحدة بها، فإذا أصابتها حرارة النار ذابت بسرعة، و تحلّلت و صارت دخانا و بخارا، و فارقت الأجزاء الترابيّة، و ارتفعت في الهواء، و اختلطت به، و تفرّقت بين أجزاء الهواء. و أما إذا قيل: ما العلة في أن الذهب يذوب و لا يحترق، و الياقوت لا يذوب و لا يحترق، فنقول:

إن علة ذوبان الذهب هي من الرطوبة الدّهنيّة المتحدة بالأجزاء الترابيّة، فإذا أصابتها حرارة النار ذابت و لانت الأجزاء الأرضية التي معها، و أما ما لم يحترق فمن أجل الأجزاء المائية المتّحدة بالأجزاء الترابية و الهوائية، فإنها تقابل النار و تدفع عن جسدها الترابي و هج النار ببردها و رطوبتها، فإذا خرجت من النار جمدت تلك الأجزاء الهوائية الدّهنيّة، و غلظت الأجزاء المائية و انعقدت، و صارت الأجزاء الأرضيّة كما كانت؛ و على هذا القياس سائر الأجسام الترابية.

و أما الياقوت فلأنه أجزاء مائية غلظت وصفت بطول الوقوف بين الصخور، و أنضجت بدوام طبخ حرارة المعدن لها، و اتحدت أجزاؤها و يبست، فصارت لا تذوب بالنار، لأنه ليس فيها رطوبة دهنيّة. و أما علّة صفائه فمن‌


[1] -القير: الزفت.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست