فنقول: إن الشّكل المثلّث أصل لجميع الأشكال المستقيمة الخطوط، كما
أن الواحد أصل لجميع العدد، و النّقطة أصل للخطوط، و الخطّ أصل للسّطوح، و السطح
أصل للأجسام، كما بيّنا قبل؛ و ذلك أنه إذا أضيف شكل مثلّث إلى شكل آخر مثله، حدث
من جملتها شكل مربّع مثل هذا:
و إذا اضيف إليهما شكل آخر مثلّث، حدث من ذلك شكل مخمّس، و ان اضيف
إليها شكل آخر مثلّث، حدث شكل مسدّس؛ و إن أضيف إليها شكل آخر، حدث من ذلك شكل
مسبّع مثل هذا:
و على هذا القياس تحدث الأشكال المستقيمة الخطوط الكثيرة الزوايا من
الشّكل المثلّث إذا ضمّ بعضها إلى بعض، و تتزايد دائما بلا نهاية كتزايد العدد من
الآحاد، إذا ضمّ بعضها إلى بعض دائما بلا نهاية، كما بيّنا قبل.
و قد تبين أن من الشكل المثلّث تتركّب الأشكال المستقيمة الخطوط، و
أن من السّطح تتركّب الأجسام، و أن من الخطوط تتركّب السطوح، و أن من النّقطة
تتركب الخطوط، كما أن من الواحد يتركّب العدد.