وَ زِينَةٌ» إلى
آخر الآية. و قال تعالى ذكره: «زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ
الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَ الْبَنِينَ وَ الْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ»
الآية. و قال: انما «مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ
أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ، فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ، فَأَصْبَحَ
هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ، وَ كانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً\*
الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا، وَ الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ
خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيْرٌ أَمَلًا» و
آيات كثيرة في القرآن في ذمّ الراغبين في الدنيا، و التحذير منها و من غرورها و
أمانيها، كلّ ذلك نصح من اللّه، سبحانه، لعباده المؤمنين، و لطف بهم و نظر و رحمة،
لئلا تفوتهم الآخرة كما فاتت أولئك، و لئلا يكون للناس على اللّه حجة بعد الرسل،
ليهلك من هلك عن بيّنة، و يحيا من يحيا عن بيّنة، قال اللّه تعالى: «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ
عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً، وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ».
فصل
و اعلم يا أخي، أيدك اللّه و إيانا بروح منه، بأن من الأخلاق
المكتسبة ما هي محمودة منسوبة إلى الملائكة، كما سنبينها بعد، و منها ما هي مذمومة
منسوبة إلى الشيطان، و هي كثيرة نحتاج أن نبينها و نشرحها، ليظهر الفرق بينهما، و
يعرفها إخواننا الكرام، فيجتنبوا أخلاق الشياطين و يتركوها، و يتخلّقوا بأخلاق
الملائكة الكرام و يؤثروها، و يجتهدوا في اكتسابها، إذ كانت أخلاق النفوس هي أحد
الأربعة الأشياء التي لا تفارق النّفس بعد مفارقتها الأجساد، و عليها أيضا تجازى
النّفوس إن خيرا فخيرا، و إن شرّا فشرّا. و هذه الأربعة الأشياء التي ذكرنا ان
النفس تجازى عليها بعد الفراق، أوّلها الأخلاق المكتسبة المعتادة، و الثاني العلوم
التعليمية، و الثالث الآراء المعتقدة، و الرّابع الأعمال المكتسبة بالاختيار و
الإرادة. فمن اخلاق