الرسالة السادسة من القسم الرياضي في
النسبة العددية و الهندسية في تهذيب النفس و إصلاح الأخلاق
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه، و سلام على عباده الذين اصطفى،
آللّه خير أمّا يشركون؟
اعلم أيها الأخ، أيدك اللّه و إيانا بروح منه، أنا قد فرغنا من
الرسالة التي تقدم ذكرها، و نريد أن نذكر في هذه الرسالة نسبة العدد بعضها إلى
بعض، فنقول:
اعلم بأن النّسبة هي قدر أحد المقدارين عند الآخر، و كلّ عددين إذا
أضيف أحدهما إلى الآخر، فلا يخلو من أن يكونا متساويين أو مختلفين، فإن كانا
متساويين، فيقال لاضافة أحدهما إلى الآخر نسبة التساوي؛ و إن كانا مختلفين، فلا بد
من أن يكون أحدهما أكثر و الآخر أقلّ؛ فإن أضيف الأقلّ إلى الأكثر، يقال له
الاختلاف الأصغر، و يعبّر عنه بأحد تسعة الألفاظ التي ذكرنا قبل، و هي النصف و
الثّلث و الرّبع و الخمس و السّدس و السّبع و الثّمن و التّسع و العشر، و ما تركّب
من هذه الألفاظ؛ و يضاف اليها مثل ما يقال نصف السّدس و ثلث الخمس، و ما شاكل ذلك.
و هذه النّسبة معروفة بين الحسّاب مثل نسبة السّتة إلى السّتين و
غيره من الأعداد. و أما إن أضيف العدد الأكثر إلى الأقل، فيقال له الاختلاف