الأرض نصفها مغطى بالبحر الاعظم المحيط، و النصف الآخر مكشوف؛ مثلها
مثل بيضة غائصة نصفها في الماء و النصف الآخر ناتئ من الماء. و هذا النصف المكشوف
نصف منه خراب مما يلي الجنوب من خطّ الاستواء، و النصف الآخر الذي هو الرّبع
المسكون مما يلي الشّمال من خطّ الاستواء.
و خطّ الاستواء هو خطّ متوهّم ابتداؤه من المشرق إلى المغرب تحت مدار
رأس برج الحمل، و الليل و النهار أبدا على ذلك الخط متساويان، و القطبان هنالك
ملازمان للأفق، أحدهما مما يلي مدار سهيل في الجنوب، و الآخر في الشّمال مما يلي
الجدي، و هذا مثال ذلك:
صفة الربع المسكون من الأرض
و في هذا الربع الشّماليّ المسكون من الارض سبعة أبحر كبار، و في كل
بحر منها عدّة جزائر؛ تكسير كلّ جزيرة منها عشرون فرسخا، إلى مائة فرسخ، إلى ألف
فرسخ. فمنها بحر الروم و فيه نحو خمسين جزيرة، و منها