بسم اللّه الرحمن الرحيم الرسالة الرابعة في جغرافيا، يعني صورة
الأرض و الأقاليم من رسائل إخوان الصفا، صان اللّه أقدارهم ما للّه سرّ إلّا و هو
ظاهر على ألسنة خلقه، و لا له ستر أثخن من جهلهم به، لأنه لا يعلم ما هو إلّا هو،
و إلى ربك المنتهى، منه بدأ و إليه يعود، ثم اليه ترجعون، فوجد اللّه عنده، فوفّاه
حسابه الباري. وحده قبل كثرة كلّ انسان. وحده بعد كل كثرة. و كلّ كثرة فعن الواحد
بدئت و اليه تعود، و كلّ الموجودات فعن الباري بدأت و اليه تعود. يا ابن آدم أنا
اللّه حيّ لا يموت، ان أطعتني و قبلت وصيّتي، جعلتك حيّا لا تموت. يا ابن آدم انا
اللّه أقول للشيء: كن فيكون، أطعني أجعلك تقول للشيء كن فيكون.
من أجل أن مذهب اخواننا، ايّدهم اللّه و إيانا بروح منه، هو النّظر
في جميع الموجودات و البحث عن مبادئها و عن علّة وجدانها، و عن مراتب نظامها، و
الكشف عن كيفيّة ارتباط معلولاتها بعللها بإذن باريها، جلّ ثناؤه، احتجنا إلى أن
نذكر حال الأرض و كيفيّة صورتها، و سبب وقوفها